"الزمن التائه"
ذات ليلة من ليالي شباط الحائرة استيقظت في غسق الليل على بكاء،توضأت وصليت صلاة شكر،بعدها النوم أرَّقَ عيناي لا زلت في فراشي وعيناي يُحَدقان في السقف لا أرى شيئا غير ضوء خافت منبعث من نافذة حجرتي الصغيرة.بدأت الأفكار تراودني ،...تَركتُها تبحث عن تسجيل يُذكرني بمواقف الفرح الضئيلة في حياتي ،...
منذ مدة طويلة فارقت الإبتسامة محياي ،وهاجرت السعادة قلبي الصغير ،انزلقت كلماتي من أعلى قمة الجبل العتيد وضاعت قريحتي في الذاكرة المنسية ،...
لِتَسْتجد أمومة الحلم ،وليًقفَ فِعلُ العطاء من جديد.
أدركت أنه لا بُدَّ لليل أن يمضي ،وما بعد العتمة إلا نور الشمس الوهاج،كذلك بالنسبة للإنسان ما بعد الضيق إلا ساعة الفرج القريب،بالصبر ننول المطالب والأماني حتى وإن طال الأمد.
لنُطلقِ عنان الإبداع الخامد تحت عتبة الحَجر،...
سُرعان ما أعود أدراجي بالفِكر فأرى قساوة الظروف أشعر بالبرد حقا ،لكن منبه الساعة الخامسة صباحا لا يرحم ،ويلزمني أن انهض من فراشي تنتظرني طريق طويلة ،أقطع ستون كيلومتر في اليوم ،ثلاثون عند الذهاب وثلاثون في الإياب ،والجسد لا يشتكي لذة الجو"برد،شتاء،حر،رعد،رياح" زيادة على العمل الذي ألعب فيه دور النحل الذي يطوف على براعم الزهور الجميلة لينسج الإبتسامة على وجه البراءة ،بالصبر كل شيء يهون،...
أرى الزمن التائه ينخر أحلامي الطفولية بفعل عوامل العصر وتبلد العقول الفارغة التي طغت عليها الغريزة الوحشية وفعل الاستحمار ،تقطعت الأرحام ،تجمدت المشاعر فمات الضمير الإنساني ببساطة هذا هو الزمن التائه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق