الأحد، 17 مايو 2020

يعبثون بأحلامنا دون رحيل ؛ بقلم الإعلامية والأديبة سفيرة الجمال العربي / زيزو ضاهر ( لبنان 🇱🇧 )

يعبثون بأحلامنا دون رحيل...
وحين ودعتك
احتلتني كل أحلامنا
وخبأتني
خلف ظلال الذكريات
أعواما
واستوطنت هناك
بصمتها المتعب
ومضت
 تعتصر بسنينها
كل أخبارها
المعلقة على
ذاكرة أوجاعي
وقبل أن تلتهمني
سنون الفراق
وتنتهي في المستحيل
سألت أحلامي
 قبل ان ترحل
بعيدا عني
إلى بقعة محاصرة
من لا وعي الوجود
سألتها هلّا
انتظرتني هناك
على قافية الزمن الجميل
أعتق الحب شهدا
في اكتمال القمر
وأبعثره حرا كالرمال
ربما تلامس شوقي
أبيات الحب
في هواك
ولكنني كعصفورة
سجينة
بين جدران الماضي
أكره مراسم الوداع
التي تعتقلني
في دروب النسيان
وترمي بثقلها
على دروب هجرها الحب
فأعبر مدني بصمت
دون ماضيك
وحين احتلتني ذكراك
سألتها والحنين يسلبني المكان
لماذا نلاحق أحلامنا
وهي تغزو المستحيل
وتموت هناك
دون رجوع
فمن نحبهم
نودعهم باكرا
لكنهم بين
ثنايا الروح يمضون
يدوسون
ويعبثون بأحلامنا
لكنهم لا يفارقون
أبدا ذكرياتنا
قد خلقنا نمضي
بلا معالم لطريق
دون أمل للرجوع
كالغرباء نعيش أيامنا
دون قيود
وعند كل رحيل
نهرب كالمستحيل
لنودع أحلامنا
علّنا نلتقيها
دون هروب
ونحاول أن نلتقط
الرجاء من جديد
ونغرق في خربشات
أقلام تكتب أحلامنا
 سطورا على وجه القدر
وترسم وعودنا حلما
علنا نلتقي مرة
في صيف القطاف
 نعزف فيه لحن الحب
على تفاصيل الحلم
لنهرب من دون قرار
ونختبىء على أجنحة الفراق
آه لقسوة القدر
كيف تمضي أعمارنا
 دون لقاء
وكيف يكون البعد حلوا
لنرحل بلا وداع
فلقد هاجرت
وأطلقت للريح أشرعتي
دون أحبتي
إلى مدن لا تشبه ظلي
وعلى سلم الوداع
قد قرأت  تقلب أزماني
وحين هبت الريح
حملتها الصواري
وأبحرت بعيدا
دون أن تودعني
وقبل رحيل القوافي
همست لطيفها الواقف
قمة العذاب
أن نودع أحلامنا
بلا موعد .. ورجوع
صعب أن نشتاق
وأحلامنا تبحر
في مركب النسيان
ربما حين يعانق الغيم ظلي
أرحل اليك
 على جناح  الذكريات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لبنان الصمود في سطور

  في كل مرة تعرض فيها لبنان لعدوان، كان يثبت للعالم أنه أرض الصمود والتحدي. من الغزوات والاحتلالات التاريخية إلى العدوان الحديث، كان الشعب ا...