دكتور/قاسم ذكي أحمد
أحدثت الإنترنت تأثيرات كبيرة وتغيرات في حياة الفرد والمجتمع ككل، وحّولت العالم إلى قرية صغيرة. وتعد الإنترنت سلاحاً ذا حدين حيث يمكن أن يحسن استخدامه من قبل الفرد ويعود عليه بفوائد كبيرة، أو أن يسيء استخدامه ويعود عليه بالأضرار الوخيمة، فالإنترنت هو وسيلة تخدم المجتمع على حسب احتياجاته والتي قد تكون إيجابية كالأبحاث أو سلبية كالمواقع غير الهادفة.
بالنسبة للتأثيرات الإيجابية للإنترنت فإنه من الناحية التعليمية يؤدي لفوائد عظيمة، وذلك لاحتوائه على كم هائل من المعلومات القيمة والثمينة، كما ويساهم في مشاركة المعلومات بين الناس وتبادل الآراء، بالإضافة إلى حصول المتعلم على آخر التحديثات في المناهج التعليمية، ويساعد التجار في الإعلان عن بضائعهم والمشترين في العثور على رغباتهم؛ وحتى المعاقين في سهولة التعلم والتوصل إلى أهدافهم.
أما بالنسبة للتأثيرات السلبية للإنترنت فإنها قد تساهم في تحطيم المناعة الأخلاقية لدى مستخدميها عند دخولهم على مواقع إباحية وغير هادفة، كما ويساهم في إضعاف التواصل الاجتماعي بين أفراد الأسرة والذي يؤدي إلى ضعف المجتمع ككل، حيث يقضي الفرد أوقات كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي (كالفيس بوك والمسنجر والواتس آب) ولا يقوم بواجباته الأسرية على أكمل وجه، كما أن كثرة استعماله من قبل الفرد يجعله يعيش في عالم الخيال، ويدفعه إلى تعلم السلوك العدواني، ويؤثر ذلك على أدائه الدراسي والاجتماعي، وهذا يعود سلباً على المجتمع والحياة الأسرية.
هذه المواقع استطاعت أن تجعلك سجينا محاصرا داخل هذا العالم الذي تتسابق عليه إلى أن يصل الأمر بك إلى حد الإدمان لتصبح خارج نطاق العلاقات الأسرية الحقيقية، يجمعكم سقف واحد ولكن كل شخص غريب في بيته مشغول بعالمه الخاص، بين (لايك وكومنت) وأحاديث كتابية بعضها جادة والأخرى فكاهية، وضياع وقت كثير بين الأصدقاء الذى تبنى معهم علاقات خلف شاشة الجهاز، تقضى أكبر قدر من وقتك.
ولكن السؤال هنا: ما هي نتائج التوغل في عالم مواقع التواصل الاجتماعي بعيدا عن علاقاتك الأسرية؟ وما هي الأضرار الجسيمة التي تلحق بهذه العلاقات؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق