بقلم/ هدى غازي
———————
شرقنا العتيد المنحوت بريشة الخداع
تشرى الحياة فيه وتباع ويغربل المرضى حسب إمكانياتهم المادية منهم من يحظى بالشفاء ومنهم من يسلك دروب الضياع وتتقاسمه شهوة الضباع ،
وبالرغم من أن شرف المهنة ما زال معتقا في نفوس الشرفاء ولا تهزه الاغراءات ،
لكننا لا نستطيع حبس دهشتنا لما يجري في كواليس المستشفيات وفي باحات الطوارىء التي هجرتها الرحمة وسكنتها المصالح والماديات حيث غدت الانسانية حورية نادرة الوجود في بحور كثرت فيها الحيتان المفترسة .
الوحشية محلية وعلى امتداد الوطن توحي لنا بمدى انتشار وشراسة الفساد وهواجسنا ترهبنا وتجعل نظرتنا إلى المستقبل سوداوية ،
حفاوة الاستقبال تقاس بنسبة الأموال وعلى قدر الدفع يأتي الدلال وهنا يكمن السؤال !!
ماذا حل بأنبل المهن وأشرفها على الاطلاق ؟؟!!
وكيف تلاشت الشفقة من بعض القلوب البيضاء !!
وبعد أن كان لطف الطبيب نصف الدواء أصبح جشعه يؤجج الداء ..
صفقات واتفاقيات على حساب صحة الفقراء والاغنياء على حد سواء
هناك من يشخص المرض بدقة ويصف العلاج المناسب و يرأف ويساعد ويقدم يد العون على قدر استطاعته هذا الذي يستحق اللقب وعظمته
وهناك من يكّبد المريض عبء الخسارة فيمارس حنكته بجدارة ويرى في صحة البشر أربح تجارة !!
من يتحمل المسؤولية وأين ذهبت المبادىء والاخلاقيات المهنية العالية ؟!!
خيباتنا تزداد بمعظم الأطباء والمشافي الحكومية تجلب البلاء والخاصة منها اجتاحها الطمع ولا تعرف الارتواء فكم من صحيح دخل المستشفى لفحوصات عادية وخرج منها بعملية جراحية لا يحتاجها
ناهيك عن الوصفات الطبية التي تشبه المسلسلات المكسيكية والمراجعات المتكررة التي تبتلع الرواتب دفعة واحدة !!
والمضحك المبكي أن الأطباء أنفسهم يكشفون جشع بعضهم البعض
وكم من حالة حرجة فارقت الحياة على مرأى الانسانية العمياء قبل أن تتلقى العناية اللازمة والسبب عدم القدرة على تأمين المبلغ المطلوب لتغنيج الجيوب !!
ما نشهده اليوم من غياب للضمير وعدم مراعاة للحالة الاقتصادية يثير مواجعنا ويطعن ثقتنا بقداسة هذه المهنة التي لا يليق بها عنوان التجارة والإثراء .
حي على الفضيلة والشفاء من هذا الداء
حي على الوفاء ودفن الرياء .
يتبع ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق