بقلم هدى غازي
————————-
أمله الأعرج داسته عربة السنين
فقد كان عدّاء يسابق الزمن وقف على عتبة الشروق يغني
أصابه البرق في جحيم الإنتظار
فنسي ساقه المبتورة في حانات التمني
لم يوبخ سخاء أوهامه فالغريق يتعلق بقشة
خدعه ذلك الراعي الثخين
أبواق نايه كانت تبشّر بالطمأنينة
لكنه أحكم قبضته على صوته وجرّه مع القطيع
لم يطأ العشب الموعود فالراعي أتقن الحصاد
بعيدا عن أعين العباد
صفعه الغبن فرماه أرضا وعندما حاول النهوض
ارتسمت الخيبة على محياه
تجاوز غضبه طاقة احتماله فتفجر صمته العميق بركانا
أحرق حملة الراعي الإنتخابية
سخرّه للعمل واعدا اياه بنعيم الجنة وخضرتها وبعد ان تفانى في حشد الجماهير المهللة لمشاريعه المستقبلية الخيالية وعندما استحقت سندات الوفاء باعه بأبخس ثمن واستغنى عن خدماته
استجمع ما تبقى من ذكائه الموهوب وجهّز رصاصات انتقامه مع وثائق الانحلال التي كان قد احتفظ بها احتياطا ،
لن يتجرع مرارة الخسارة وحده فالراعي سيغرق بطين أعماله قبل وصوله إلى قمة الجبل
ركب قافلة الثأر ولم يطبق جفنه حتى بلغ مأربه
دس التمرد في صفوف القطيع المجهز لمذبحة التفاني
وأقنعهم بشح العلف وفساد مصدره
دخل الحرب من بابها المشتعل ومعارك الذئاب لا رابح فيها سوى المكر
خاطوا لاستيقاظه وسادة من ملفات الرشوة حبكوها بشهادات المرتشين وبعض الصور التي خلّدت غياب الضمير فاستحكمت التهمة وفصّلت الدعوى على مقاس التملص من صفقة الشيطان ،
لم تشفع لفعلته عائلته المنكوبة ولم يرحمهم إبليس فبلوغ الجنة على بعد أميال ،
حجبوا صوته وأعطوه تأشيرة الغياب المطوّل والبديهي خلف قضبانهم وفي شرق لامكان فيه لصحوة الضمير لا بل تكثر فيه مدافن المتمردين
كفّنوه وجعلوه عبرة لمن يتعاطى القيم بعد أن يتذوق الانحلال
الفاسد يبجّل والصدق مؤجل والخداع فرض معّجل
في شرقنا يا سادة إن مشيت عكس التيار ستغرق
وإن ارتديت شرف الثوار ستُحرق
وإن رفضت الزحف وانتفضت ..على مشانقهم تُعلّق!!
يتبع ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق