الشُحرورُ الناسكُ
تَخِذَ الفؤادُ مِنَ الترائبِ مَعْبدا
والشِّعرُ أمسى في رياضِكِ مُنشِدا
مَنْ أنتِ - يا ميَّ الجمالِ - ومَنْ حبا
هذا البهاءَ لكي يكونَ مُخلّدا؟؟!
اشرقْتِ في روحِ الشقيِّ قصيدةً
غنّى على وتَرِ الصَّبا مُتأوِّدا
ولكِ الطبيعةُ آلفَتْ آلاءَها
فبدا جمالُكِ في الطّبيعةِ مُفرَدا
وسرَتْ بأوصالِ الرّبيعِ صبابةٌ
لمّا اشتهى في ناهدَيكِ المَورِدا
فسجا بطرفِكِ سِحرُ ليلٍ حالمٍ
كم هامَ قلبيَ في هواهُ , وأنشدا!
عَذُبَتْ ينابيعُ الهوى لمّا انثنى
ثغري يقبِّلُ دافئاً مُتورّدا
وتُزقزقُ الشفتانِ ترشفُ عطرَ ما
باحَتْ بِهِ الأجفانُ مِنْ قطرِ الندى
وترشَّفا روحَ الشّذا مِنْ راحِهِ
فمضى ليُبرِمَ معْ نهودِكِ مَوعِدا
تهتزُّ أعطافُ القوافي كلّما
طوّقْتُ كالأحلامِ خَصْراً أملدا
لِتنُوسَ في وهمِ الغصونِ قصائدي
وتذوبَ في سِحرِ الجفونِ توجُّدا
وكناسكِ الشُّحرورِ أشدو للهوى
وكفاقدِ الأوطانِ أبكاهُ الصَّدى
من ديواني يمامات المغيب منشورات دار بعل دمشق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق