في العيادة الخاصة بعد مقابلة الطبيب المختص حدثه باختصار الغسيل يكون يوم بعد يوم، فقاطعه يسأل عن المبلغ المطلوب لتغطية العلاج، فصدمه بارتفاع المبلغ لكل جلسة فتمتم بألفاظ مبهمة بعد أن شهقة عينيه ذهول ما سمع لقد قام من مكانه وهو يردد المبلغ بصوت مسموع، لكن يا دكتور أنا لا أستطيع دفع التكلفة راتبي بسيط وأحوالي بائسة ألا يوجد تخفيضات نهض الطبيب، تركه بمكانه وغادر لم يجبه فهو لم يسمع ما قال، كان ينتظر منه الدفع المباشر، أخذ ابنته وعاد للبيت وعند دخوله سألته زوجته ماذا سنفعل نحن لا نملك شي لنبيعه، سكت لم يجبها كانت الكلمات تسقط بين أحداقه على هيئة وجع، لماذا لا تتكلم أصابك الخرس ابنتنا ستموت، من يوم تزوجتك وأنا أعانيخ الفقر والهم ولم اراى يوما سعيد منك أنت لم تحبني يوما ولم تفكر بنا لم تحاول أن تحسن من ظروفنا ماذا فعلت من اجلنا لا شيء، ظل ساكتا لم يقل شيئا، تذكر كيف يدفع العربة ويحاول ان يبيع أي شي حتي يؤمن قوت يومه تذكر، كيف كان يركض برجله العرجاء من حي لاخر حتى لا تمسكه الشرطة بحجة البيع العشوائي وتشويه وجه المدينة ، كان بائع متجولا لا يقف الا للاستراحة ثواني وبعدها يكمل السير، تذكر كيف جمع ملف خدمته واصابته وكيف انه لم ينال مستحقاته لحد الان، تذكر وجعه وسبب عجزه، وحين استدار برأسه وجد زوجته قد رحلت وتركت الباب مفتوح، هي لا تريد ان تغلق باب الوجع في وجهه....
الاثنين، 11 يناير 2021
على هيئة وجع "قصة قصيرة" /دينا محسن
دينا محسن
على الرصيف كان يبيع الخضر كان متعب الوجه، عينيه تلف المكان، لا أحد قد اقترب منه ليشتري شيء، كان بائس الملامح لكنه كان يتوكل على الله دائما.
أخذه الشرود إلى أيام العسكرية حين كان يتسامر مع أصدقائه وكيف كان مستعد على الدوام لإهداء روحه لهذا الوطن الغالي كيف كان محترم من الجميع أخذه شريط ذكرياته إلى لحظة زواجه بحب حياته وكيف حمد الله كثيرا، كيف رزق باول أولاده كانت فرحة لا توصف تعادل فرحة أمه يوم قدومه زائرنا بعد شهور من الغياب، تذكر كل شي وظل يبتسم، إلى أن وصل بفكره لحظة خروجه من العسكرية بسبب إصابته أثناء الخدمة لقد أصيب برصاصة إثر كمين نصب لهم أثناء مشيهم بأحد النواحي بمنطقة جبليه ""بأقصى جبال جرجرة "" حيث كان ينام الإرهاب ليبيد ""ثلث الجيش الجزائري"" بوحشية.
تذكر تماما كيف سقط هو وصديقه المقرب بعد انفجار قنبلة وكيف تناثرت أشلاء صديقه الحبيب وكيف زحف مبتعدا بمسافة هروبا منها لكنها إصابته برجله سقطت الدموع وشهق وجعا.
لقد عاد بنظرته إلى الوقع المر فتح كفه دقق النظر إليه كان مشقق بسبب دفعه لعربة الخضروات والسير لمسافة بعيدة بحثا للرزق تنهد كثيرا واطرق برأسه إلى الأرض، لقد قاطع شروده أحدهم، عمي كيل لي كيلو بطاطا ونصف كيلو فلفل أخضر وكيلو بندورة اختار لي أفضل الحبات من فضلك.
لقد حضر له كل طلباته دفع ثمنها ورحل وهو واقف يلف بنظراته كل الاتجاهات داهمه عمال الضرائب وأخذوا عربته بكل محتوياتها لأنه بنظر القانون يعتبر متجاوز، بلخظة ذاتها رن هاتفه،
الو نعم، ""لينا ""بالمشفى تعالئ حالا ركض مسرعا، الطبيب ابنتك مصابة بفشل كلوي ويلزمها غسيل لكن للأسف المستشفيات الحكومية لا توفر ذلك، عليك بعيادة خاصة وربي يشفي ابنتك.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
بلال صبري يعلن موعد عرض "أوراق التاروت" في يناير المقبل بمشاركة رانيا يوسف وسمية الخشاب ومي سليم
أكد المنتج بلال صبري أن فيلمه المنتظر "أوراق التاروت" سيُعرض في 10 يناير المقبل، مُشيدًا بأداء طاقم العمل المميز الذي يضم كوكبة ...
-
كتبت: مروة حسن تستعد منظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في بدأ وتنظيم المؤتمر الـ 56 للتنمية الإقتصادية، وذلك بمشاركة عدد كبير من الدول ال...
-
كتبت : مروة حسن بدأت شركة التوماس للإستثمار العقاري للمهندس جمال زغلول رئيس مجلس إدارة الشركة في منح فرص إستثمارية مميزة بداخل مدينة طربول...
-
مدَّ لي يدك لأخيط للصباح نجما"بقياس سمائك ودعني أسبح بضياء اللهفة لأتنفس عطرك الموشوم في مرآة ذاتي أنا لاأجيد الكتابة ، أخرج من داخلي...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق