ما الفرق بين أن تكون مكبلا بقوانين
وما بين الحلم والواقع تعيش واقعا مريرا بعيدا عن الوطن..
وكيف تعيش مكبلا بقوانين تجعلك فاقدا للحياة في بلاد باردة لا تعرف الحب ، حيث تموت فيها المشاعر رويدا رويدا، في حين تتوفر فيها فرص العمل وسبل العيش الكريم
وما بين الحلم والواقع وطن تعيش فيه حرا بلا قيود دون أنظمة تكبلك بقيد من حديد ولكن لا مكان للفرص إلا بمعجزة ومع ذلك هو الحلم والحياة ، هو الهوية والوجود ، هو الروح والأمان رغم قسوة العيش.
في البداية أنا مع أن كل دولة حرة في قوانينها وأنظمتها ومن لا يعجبه ذلك فليرحل عنها، ولكن أرجوكم لا تطبلوا كثيرا وتجعلونا نعيش الوهم الغربي عمد اأو عن غير عمد ، بالتاكيد سيأتي بعض المتفذلكين لينتقد وربما يقول لي إذا لم يعجبك المكان إرحلي ، هو حر في غروره وعنجهيته وأنا كذلك اعلم بظروفي وكيفية اختيار موعد عودتي ، كما يحق لي أن أكتب مواطن الجمال والخطأ والصح فيها وفي أي مكان يكون ذلك من منطلق رأيي الشخصي ، والذي دائما عودتكم على صراحته ، وحين أكتب أحلامنا ، آلامنا ، فشلنا ونجاحنا كذلك من منطلق تجارب شخصية للكثير وما أراه أمامي، وأنا هنا أدين أصحاب القرار في وطني ،
كما أقر وأؤكد أن سبب هذا الحلم هو حكوماتنا ومسؤولونا الذين وهبناهم صك أحلامنا وطموحاتنا فأصبنا بالخذلان من كل الذين وهبناهم ثقتنا
وكذلك علينا أن نعي أن سبب الهجرة لدى أبنائنا هو الفساد التاريخي المتعاقب في بلادنا ، كذلك يلعب كثير من المهاحرين على أحلامنا وجعلنا نظن أننا حين نهاجر سنقطف المال والفرص من على الشجر ،وبأن الحياة سهلة ولها رائحة وطعم آخر ، ظنا منا أننا حين نرى صورهم في الخارج نتمنى فرصة الرحيل لكننا لم نعلم أن داخل كل صورة حزن وفشل ذريع .
يأتي العربي هنا يتزوج اجنبية ليحصل على الجنسية ثم ينفصل عنها تاركا اطفاله معها لمصيرهم في بيئة ومعتقد لا ينتمي له لأن القانون معها ويذهب إلى بلده متباهيا بالجنسية لكن في داخله فشل وألم خوفا من الشماتة نعم أحبتي الرجل العربي يبيع نفسه كذلك وليست فقط الفتاة ؟ هذا عدا عن الانفلات والقانون الخاص بالطفل الذي يقيد العربي في التربية الصحيحة للطفل من أجل حمايته مستقبلا هذا عدا عن تفكك الاسر وهذا مقال آخر بهذا الخصوص.
دائما تأخذنا أنظارنا إلى تلك البلاد الحلم حيث تتوفر بها سبل العيش الكريم والنظام، والقانون ، تطور التكنولوجيا وتلك المساحات الخضراء الشاسعة التي ورغم كل هذا الجمال لا يوجد فيها حياة ، فتلك المساحات مقيدة بسجن من القوانين وغير مسموح الإقتراب منها إلا وفق مواقيت وقوانين ممنوحة للمرء، صدقوني في تلك البلاد حتى اللعب عليه قيود وكذلك الحب والزواج.
في تلك الدول التي تطورت وتفوقت علينا من حيث الزراعة والصناعة.
على سبيل المثال ألمانيا التي تعد أقوى اقتصاد في العالم ، ومع ذلك تشعر فيها أنك بدون حياة ، مقيد حيث الجاهل يعامل كالمثقف . تلك البلاد تقتل الطموح المثقف العربي فيها منسي. النساء تعامل كالرجال لا فرق بين الإثنين في فرص العمل والوجود.
وللحالمين في الهجرة إلى أوروبا وغيرها ، نعم هنا فرص العمل متوفرة في هذه البلاد لا يعيش إنسان إلا كي يعمل إلا إذا كان لديه اكتفاء ذاتي كي يعتاش منه دون مساعدة وهذا مكلف كثيرا فالضرائب عالية جدا ، في تلك البلاد أنت مضطر أن تدفع حتى ضريبة سير السيارة على الشارع وضريبة التأمين الصحي وكذلك ضمان الشيخوخة يعني باختصار العامل هنا ما يتبقى من راتبه لا يكفي شيئا يذكر ، لكن ما يميز تلك البلاد الباردة هنا لا يخجل أيا كان من عمله مهما كان وإن في جمع القمامة فهو فخور بهذا العمل.
بينما العربي هنا مشغول بالنميمة والحسد ومراقبة أبناء جلدته والكذب والدجل واستغلال الآخرين بكل الطرق والإساءة إليهم ومهما نال من منصب ومال يبقى جائع للحسد وتلفيق التهم والكذب ، بينما الغربي مشغول في العمل وكيف يثري بلده ويفيدها.
وصدقني أيها الحالم في أوروبا أو أمريكا لو أنت اتقنت في بلادك نفس العمل لاستفدت أنت وأفدت وطنك أولا من حيث أنك بين أهلك ومحبينك ولو انت رضيت والتزمت بالقانون لعشت في وطنك بسلام واقتناع ورضا ولكن العربي للأسف يتأفف من الوقوف على إشارة المرور بينما هنا ملتزم دون كلل بسبب المخالفة وما يترتب عليها من ردود سيئة عليه إذ لا يوجد هنا واسطة للخروج من هذا المأزق .
العربي يحلم بالسفر إلى الخارج وتعد أولى اهتماماته ومستعد أن يعمل دون تأفف لأنه ليس هناك من يستمع له إن تعب أو مرض هذه البلاد لا تعرف الإنسانية بل تملك قوانين تسري على الجميع وحاسب آلي يحدد وقتك وعملك وحين تقصر في أي شيء وتحت أي ظرف تعتبر غير أهل لتكون منهم ، ولا يحق لك الجنسية أي الحلم ،
إذا لماذا ندمر أوطاننا باسم الحريات والأديان بينما الحرية هناك في أوطاننا الفقيرة التي تشتكون من غلاء معيشتها بينما هنا الغلاء فاحش المستشفيات وغيرها أكثر مما تتصور.
في أوروبا أحزاب كثيرة ولكن جميعهم يقفون تحت مظلة الوطن ويعملون من أجل الشعب.
يعيش في أوروبا جميع الأديان دون قذف وسب وقتال وتحت شعار أن الدين لله والوطن للجميع ، ولو فرضت عليك بلادك نفس الأنظمة الديكتاتورية الموجودة في الغرب لكان وطنك شبيها لهم منظر فقط بلا لون أو طعم أو حتى رائحة ، صدقوني كثرة القيود تجعل المكان فاقدا للحياة ، صدقوني كم تمنيت أن أتنشق هنا رائحة الورود أبدا فقط منظر جميل بلا طعم أو رائحة.
في أوروبا مساحات واسعة من الحدائق والأراضي لكن لا يوجد عليها إنسان لأن القانون يفرض قيود حتى على المنتزهات وأي مكان هو ملك للدولة بينما في وطنك أينما أردت الاستمتاع بيومك تفعل ما تشاء.
تأكدوا أن أوروبا أكبر كذبة فهي بلاد باردة تموت فيها المشاعر رويدا ، وتصبح مجرد آلة.
أحيانا تدخل قرية تظنها فارغة من البشر بينما هي مليئة ولكن بلا صوت أو حتى صدى لدرجة تظن أن لا حياة في تلك الأماكن. بينما في بلادنا هناك الحياة تركض بصخب عن سيدة تكلم أخرى وعائلة تزور معارفها وأولاد يلعبون دون قانون يراقبهم أو يمنعهم يضحكون بكل حب يملؤون الأرض صراخا ووجودا أما في تلك البلاد فكل شيء بقيود حتى اللعب والحب .. أما من ناحية الصناعة نعم هم تفوقوا علينا ولكن نحن من أعطيناهم الفن الهندسي هم برعوا به ونحن نسيناه هم احتفظوا بأصالتهم وتاريخهم رغم كل التكنولوجيا التي وصلوا إليها ما زالت عاداتهم نفسها بسيطة يزرعون الزهور وفي كل قرية مزارع يهتم بنفسه في أعمال مزرعته ، يقطعون الأشجار بأنفسهم رغم غناهم يحلبون الأبقار يربون الدجاج على رغم من حضارتهم بينما نحن افتقدنا كل هذه العادات والتقاليد الجميلة التي كانت سبب حضارتنا ووجودنا ، في بلادهم رقابة على كل شيء بينما في بلادنا هناك مرتشون لهذا سقطنا في مستنقع الجهل والفقر والبطالة ، هم يطبقون القانون والعدل حتى على رئيس الدولة إن أخطأ ينال العقاب ، أنا لا أقول في الغرب لا يوجد مرتشون بالعكس ولكن من يخطأ ينال العقاب بينما في بلادنا أي فرد له دعمه الخاص ممن ينتمي إليهم ومهما اقترف من جرائم يخرج بكفالة ودون عقاب..
هم وصلوا إلى أساليب حديثة في الزراعة رأيت بنفسي مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة تحصد وتقطف المحاصيل ولم أرى عامل يعمل بيده ومع ذلك وأمام كل هذا الانبهار في الغرب لا أحب العيش إلا في وطني لأن في أوطاننا هناك حياة هناك حرية .. من قال أن الحرية في الغرب منافق لديهم أنظمة ديكتاتورية على من يعيش على أرضهم يعمل بها أو يرحل حتى وإن كان من أصحاب الأرض هذه البلاد بلاد عمل ونظام فقط، لذا أيها العربي لا تظن نفسك أنك سائح في بلاد العجائب والحلم .
ملحوظة ورسالة إلى كل من نسي جذوره. مهما ارتقيت في بلادهم سوف تبقى بنظرهم عربيا ..
الأديبة والإعلامية سفيرة الجمال العربي في لبنان زيزي ضاهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق