ملاك نورة حمادي
هذا الليل مريض جدا ..مصاب بأوجاع الزمن ، وقهر السنين ... هذا الليل طريح فراش منزوي بإحدى غرف مستشفى مهجورة ... ينزف ملامح فرح على طاولة إنعاش
هذا الليل أصيب بقصف عواطف ووقع جريح في ساحة معارك الأفكار .. ودمرت جميع فرضيات سعادته
هذا الليل ليس على ما يرام ... يجر ذرات ساعة رملية متكأ على عصى متآكلة ... متجه صوب أعماق القلق ..... حيث نصبت له مشنقة من أوردة الحياة
مربوطة الى جذع شجرة في غابة البشرية
إلتف حوله ذئابٌ تعوي صوت بكاء حزين
هذا الليل .. إختبأ القمر به ... وفرت النجوم من السماء .. و أنير بضوء أكفان بيضاء..
ليس بخير أبداً هذا الليل ... رغم حظور جميع أصوات الغائبين عنه الأموات منهم والأحياء
حظرو من الخرائط و كسرو خطوط الطول ودوائر العرض
جاؤوا يرتدون أحزان اليتامى للإحتفال بالجنازة
هذا الليل مصاب ببرد شديد ...يبحث عن معطف الأمان ....إرتجف وخبأ يداه في جيوب الأيام
أشعل ناراً من حطام بسمة كانت عالقة بذاكرته
حاول أن يتدفأ فهربت منه وإختبأت وسط ملامح عابسة
هذا الليل يطفو على سطح الكآبة ... وينثر
ما تبقى من الإبتسامة على قبر دفن فيه سر السعادة
هذا الليل تناول الخوف إبتلع الحسرة وتجرع مرارة القساوة
فتسلل السم الى جسده و صار وجبة فاسدة
وسقط جثة هامدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق