بقلم السيناريست /عماد يوسف النشار
عضو اتحاد كتاب مصر
في الوقت اللي كان سفاح الإسماعيليه "إبراهيم الأبيض وحبيشه" بيقطّع ويشفّي في رقبة الضحية ، كان اخوه في الإجرام الشاب الياباني لابس قناع بطل فيلم. "الجوكر" ونازل تقطيع وطعن في ركاب عربية من عربيات مترو طوكيو ، وبعد ماطعن 6 ركاب ، رش ماده وولع في عربية المترو وخلع القناع وقعد وحط رجل على رجل وولع سيجاره ، وده بيثبت بالدليل القاطع دور الدراما في نشر رزيلة العنف والإجرام ، صنّاع الدراما "الشمال" عندهم وعي كامل بالإضطراب النفسي والخلل في التركيبة الفطرية اللي أصابت البشرية جمعاء جمعاء "بصوت محي اسماعيل" خلال النص قرن الأخير من الأفلام والمسلسلات اللي دست السم في العسل ، لحد ماوصلنا اخر عشر سنين لهوس السوشيال ميديا اللي بقي سداح مداح وبيئة خصبة لنشر العنف والرزيله ، من العاب وتطبيقات ومقاطع ڤيديو ، حوت أزرق وجاتا وتيك توك وزيهم وغيرهم كتير ، واللي زاد بيهم ومعاهم حوادث القتل والانتحار ،وفسدت الأخلاق وضاعت القيم وماتت التربية بعد ماالولدين بقيوا بيستلفوا ويببعوا عفشهم علشان يشتروا لولادهم موبيل ولا تاب علشان مايبقاش حد أحسن منه في الهيافه والضياع ، زمان كنا بنصرخ ونقول الحقونا من أطفال الشوارع القنابل الموقوته ، واترينا بنصنع في بيوتنا ومن دم قلبنا قنبلتين تلاته على الأقل في كل بيت ، بنرضعهم كارتون ونغذيهم كمبيوتر وموبيلات ونشربهم اغاني مهرجانات وبنشجهم يرقصوا بسلاحهم المتكامل ، واللي زاد الطينه بلّه الظلم وانعدام العداله في توزيع الفرص والوظايف والأجور ، واللي كانت من نتايجها الكارثية الفجوة الكبيره بين الغني والفقير لحد مابقى الفرق بينهم فرق السما من العمى ، "شله" بتلعب بالفلوس والشهره لعب ، من غير مايكون عندهم لاموهبة ولامؤهلات منطقية للي وصلوا ليه غير الخلع والعلاقات المشبوهه واللعب على الحبال ، مع شوية نفاق ومغازله للغرايز وطبقيه قذره ، وده اللي دفع الفقير انه يعمل اي حاجه غلط علشان يبقى واحد من الناس اللي شايفهم راكبين فوق دماغه ومطرطرين رجليهم على روس العباد ، وإعلام" الزنّانه" مصدرهم وملمعهم وعاملهم القدوه والمثل والعينه النموذجيه للمواطن الكيوت "الشاطر" ، عندنا شرائع وتشريعات وقوانين ومواثيق شرف للصبح ، ووزارات وهيئات ومجالس بيتصرف على الكراسي والبدل والفساتين "البراندات" اللي قاعدين عليها المليارات من ميزانية الدولة اللي وزير ماليتها لسه عاوز 100 مليار علشان يسد العجز في الموازنه اللي عمرها ماهتتسد طول ماشفطات الفساد في الكيانات متسابه من غير لاحسيب ولا رقيب ولا شغلانه اصلاً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق