الأربعاء، 16 يونيو 2021

قراءة النص الشعري... بقلم/عبد الكريم احمد الزيدي العراق/ بَغداد

 


بقلم/عبد الكريم احمد الزيدي العراق/ بَغداد

...................................


يغيب على البعض منا قناعة تقبل بعض النصوص الأدبية وخاصة الشعر منها لعدم معرفته في كيفية قراءة النص وفهم محتواه ومراد كاتبه والوقوف على حلاوته ومغزاه...


وهذا العيب في التقبل ليس بسبب ضعف النص الأدبي ولا متانة بناءه او فكرة حدثه، وإنما يعود الى ثقافة قراءته والاستفادة من موضوعه..


ولأهمية الموضوع أتمنى ان ينتبه كتابنا وشعرائنا والمتلقين الى اهم الملاحظات في القراءة، ومنها:


١.أن يقرأ النص ونفس القارئ مهيأ ومتفرغ لجو وروح القراءة والمتابعة.


2. عادة ما يقع نظر وفكر القارئ اولا الى عنوان ومطلع النص الأدبي قصة كان او شعرا او نثرا، وهذا يعني ان يستنزف الكاتب ما فيه من طاقة وحنكة ومهارة في صياغة هذا المطلع بافضل ما يمكن وان يضعه امام قارئه بإخراج الفنان المتمكن بشد انتباه وفكر وقلب المتلقي له..


٣.اجتهاد الكاتب في اختيار الحدث وبناءه كاملا في مخيلته قبل المباشرة بكتابته، وحين يكون الاختيار واقعا ملموسا يسهل على المتلقي قبوله والتمتع بقرائته، اما اذا كان الاختيار خلقا  وخيالا من كاتبه فان الامر يصبح اكثر صعوبة واجتهاد ، اي الكاتب، سيعتمد على تمكنه وقدرته وخبرته في توظيف مخيلته ورسمها بما يراعي فيها نظرة وتقبل المتلقي لها.


٤.يتطلب تقبل المتلقي للنص في بساطته وفهم مفرداته وجمله ومعانيه، وهذا لايعني بالضرورة اختيار بسيط المفردة ولكن في فهمها ضمن جملة كتابتها واختيارها صحيحا في قبولها.


٥.ان يترتب الحدث حسب وقت ومكان وقوعه في تسلسل النص وجمله ليشد القارئ اليه من جهة وان لا يشتت تفكيره ومتابعته من جهة اخرى..

وان لا يغيب على الكاتب أهمية التركيز في المعنى والقول لان سواه، يمكن ان ينفر منه المتلقي خاصة في الإسهاب اللا مقبول.


٦.في اختيار النص الصحيح يستوجب الانتباه الى حسن التوصيف وتوظيف مفردات جمل النص بوصف قريب لمخيلة وخيال القارئ وتقريب معاني هذا الوصف الى الملموس في واقع ونظر المتلقي فيأخذه من خيال كاتبه الى واقع متلقيه.


٧.ولابد من الاهتمام بشكل رئيس بالاشارة في النص الى مقصود قريب من فهم وادراك المتلقي واستعارة ما امكن من فهم وادراك القارئ بما يحيطه من تفاصيل حياتية او بنيوية او خلقية..وربط الاشارة الى المقصود باستعارة ما يقربها اليه من موجود.


٨.ويبقى الحس في النص هو الاداة التي يراهن الكاتب عليها ويجمع فيه كل أدواته في التعبير والبلاغة والبناء ويوظفه بحرفية المتمكن والواثق في صناعته ومهنته وهذا يأتي في فطرة الكاتب وموهبته،فكلما فاض الحس على النص كلما تقرب به من متلقيه وقارئه.


٩.على الكاتب ان يضع جل اهتمامه في خاتمة الحدث التي يلخص فيها ما يؤول اليه نصه والغاية من كتابته ليريح به فكر ونظر المتلقي عناء المتابعة والجري في جمل ومفردات ومعنى النص..

وهنا يظهر جليا مهارة وحنكة وفطرة الكاتب وقدرته في اخراج نصه بافضل ما يمكن ويريح بالتالي متلقيه.


  ربما بينا في اكثر من مناسبة ان اهتمام الكاتب ببناء ووزن النص الشعري وقافيته لايعني نجاحه في تقبل المتلقي له، وإنما حلاوة وجمال هذا البناء وطراوة موسيقاه الى اذن المتلقي..

وان يكتب القاص او الشاعر الى اكبر مجموع من القرّاء وليس لفئة معينة من متذوقي الأدب والشعر خصوصا، فالأدب لايختلف كثيرا عن الفنون الانسانية الاخرى في الموسيقى والرسم والنحت وغيرها ..






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بلال صبري يعلن موعد عرض "أوراق التاروت" في يناير المقبل بمشاركة رانيا يوسف وسمية الخشاب ومي سليم

  أكد المنتج بلال صبري أن فيلمه المنتظر "أوراق التاروت" سيُعرض في 10 يناير المقبل، مُشيدًا بأداء طاقم العمل المميز الذي يضم كوكبة ...