نظرة
- القبيلة تنام مطمئنه مودعه سلامتها للحراس المرابضين على التلال المحيطة بالسهل الذين يقطنون فيه، الحراس هم كل قوتها وحماتها من أغارات الأعداء كيفما اتفق فى هذا الزمن البعيد .
-كان يمتطى صهوة جواده الأشهب ويقف على تلك التله التى ترتفع عن المحلة وتظهر تحتها الخيام المنصوبة كأنها قطع خشبية مرصوصة وفرقعات بعض الأخشاب المحروقة من نوبات الحراسة مازالت تطقطق في الهواء مودعه نوبة الحراسة التي قاربت على الانتهاء.
-كان ينظر ناحيه الشرق منتظرا استيقاظ الشمس من غفوتها .. وذهب بعيدا بذاكرته منذ نعومه أظافره وهو يأتي إلى ذلك المكان مع ابيه الحارس الكبير للقبيلة وينتظر بزوغ الشمس ايضا هو من زرع بداخله كل شئ تعلمه وهاهو يرد الجميل اليه بعد موته على تلك التله ايضا دفاعا عن العرض والشرف.
-بدأت الشمس فى التثاؤب وإرسال الضوء كسفير لها ليطرد جحافل الظلام ولا يقف إلا عند الانتصار الكامل بهروب فلول الليل.
-ابتسم بداخله لاقتراب الموعد المنتظر الذي يحصيه بالأيام والشهور والسنوات ثلاث سنوات وأربعه أشهر وخمسه عشر يوما هو عمر حبه الوليد الذي أصبح ألان يحبو ويمشى ، لم يرى وليده احد ولكن هل يكون وليد بدون ام؟؟.
- تستيقظ مبكرا لتودع القمر في رحيله وأصدقائها النجوم فهي تعرفهم واحده واحده بالاسم والمكان حفظتهم عن ظهر قلب من وقارئه الطالع ومنجمة القبيلة تناجيهم وترسل معهم تحياتها ودعواتها ليحرسوا حراس القبيلة
-دخلت الحظيرة خلف خيمتها لتجد صغار الاغنام تلعب وتلهى حول أمهاتهم والذكور يتناطحون معا. توقفوا عن اللعب فهم يعرفونها ونظروا اليها نظره ذات معنى وخيل لها انهم يبتسمون لانهم الوحيدين الذين رأو الوليد الحابى.
- فتحت لهم الباب وساروا أمامها وبدون اى اشارات منها اخترقوا قلب القبيله وطرقاتها واتجهوا شرقا ناحية التله حيث العشب والكلأ و....الحب.
-سمع صوت الماشية يقترب فطار قلبه قبل عينيه وحلقت روحه حولهم انه أيضا يعرفهم فهو الذى يرمى البذور فى تلك البقعة ليكون العشب كثيفا ولاينتهى على مدار العام وهذا ما أثار اسئله حول تلك البقعة السحرية التى لاينفذ منها الغذاء أبدا ولكنه الحب اينما وجد وجدت الحياة.
-اقتربت خجله فهى تعرف انه
عينيه تراقبها ورغم بعد المسافة بينهما أحست بأنفاسه تداعب خمارها.
-نزل من التله رويدا ومصوبا عينيه على قافلتها الصغيرة وعليها حتى يشبع من كل لحظه تمر وتوقف الزمن والوقت حتى الشمس والقمر حدجاهم بنظره مغيظه لتوقفهم عن العمل لاهذا رحل ولاهذه أتت!!!.
-وجاءت لحظه الوليد والتقت العيون فإذا به يرى داخل عينيها العالم لابل العوالم كلها بداخلها ،اخذته فى رحله الى الماضى السحيق والمستقبل البعيد فى دوامه لاتنتهى.
- ونظرت بداخل عينيه فشعرت بنفسها تذوب فى بحور من الاطمئنان والحب ولم تستطع رفع عيناها عنه ، وابتسمت ففغر فاها عن نسيم الورد كله .
- ولم يحسبا ما مر من وقت فللحب توقيت وتقويم خاص به خارج الزمن والوقت وكأن دهور وعصور مرت بينهم خلال تلك النظرة القصيرة .
- وتحرك ببطء تعود عليه وهو يمر بجانبها وعينيه مسلطه عليها لتحتويها كلها وظلت فى مكانها لم تحرك ساكنا وعينيها متعلقه به.
- ها ينغمس فى نسيم رائحتها ويتشبث بالوقت لكى ينتظر ولكن لامفر لكل شئ نهايه ، مر مودعا اياها طاقات الحب الصافيه ، واستقبلت هى دفقات الحب دون ان تفقد منها شئ حتى تستطيع بها ان تعيش للغد وتأتى لتراه ثانية..............
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق