لا تتعجب من سفر عيني المتعبتين
ولا من أنفاسي الباردة
كانت الحرب طاحنة يا صديقي
بترت ساقا القصيدة في مدمعي
ولم تكن معي لم توجز قراءة حرف
لم تكن تعنيك تنهدات النحو والصرف
إنما صرعت أنفاسي على مذبح الأرقام
وبكل زفرة تطيح بأمنياتي مع الريح
والخاطرة في نبضي تصيح
كان الليل صامت إنما حزني فصيح
الآن وقد نحتني كما تشاء
لم أعد منحوتتك
قاحل معرضك مكفهر
كوجه الحرب كميدان القتال
وعيناي شهيدتان...
تنزف دمع كل القوارير
وتصرخ بصوت كل المتمردين
كل الحبال على عنقي
لكني أمطر كسحاب آذار
أشعل فتيل القمح في الأزرار
وأستوحي الخبز للجوعى
جدي مات في المرعى
وأصابعي تعزف عن مجد غائب
بألحان أخذتها الريح مع صقيع أقدام الشهداء
وخاطراتي عارية بلا رداء
وأمي تغزل ثوبي من ماء
هزيلة الكتف قاحلة الأثداء
إنططفأت منذ أشعلت قنديلها على مدفن أبي
منذ آخر وردة مغموسة بالدمع وضعتها على قبره
الحرب والحب ضدان
كيف لها أن تزرع في حقل واحد ؟!!!
وكيف يكون الإنسان إنسان؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق