لا شك أن طرح هذا الموضوع وهو الرتابة والملل فى غاية الأهمية وخاصةً فى عصرنا الحديث حيث توفرت كل سُبُل الراحة والرفاهية لمن يملك الرفاهية المادية حيث تجد أنك تستطيع بكل بساطة الحصول على أي شئ تريده عن طريق طلب الدليڤري وهذا بالماضي لم يكن يحدث فكان الناس بالماضي ينزلون بأنفسهم لشراء حوائجهم فيشعرون بالنشاط والسعادة لتجولهم بيت المحال المختلفة والحصول على ما يريدون كذلك يبذلون بعض الجهد فيعودون مُتعبين مما يجعلهم يستطيعون النوم مبكراً والإستيقاظ مبكراً وهنا يكونون فى قمة نشاطهم ويذهبون إلى أعمالهم ولا يشعرون بالملل كذلك ربة المنزل كانت تستيقظ بالصباح الباكر تؤدي
ما لديها من أعمال المنزل وترعى أولادها ويأتي المساء وقد أعدت أشهى الأطباق لأولادها وزوجها ورُبَّما يكون لديها القليل
من الوقت لتمارس بعض الهوايات كالحياكة وأعمال التطريز فتجدها مشغولة طوال الوقت لا تمل بينما بعصرنا الحديث تجد شُغلنا الشاغل هو الجلوس أمام التلڤاز والبحث بالقنوات الفضائية عن أي برنامج أو مسلسل للتسلية وكذلك نجد الكارثة فى وسائل التواصل الإجتماعي واستخدامها بطريقة خاطئة تُلهينا عن أعمالنا الأساسية كل واحد يتوحد مع الموبايل جالسا ً بالساعات
على الفيس بوك الأبناء مع أصدقائهم والأب كذلك والأم مع صديقاتها أوحتى تنام من أعباء المنزل فتجدكل واحد فى عالمه ومن هنا تأتي الرتابة ولكن إن استطاع الإنسان تنظيم وقته بين عمله وعائلته وهواياته وكذلك لا ينسى ذكر الله ولا يتلَهَّى عنه لن يشعر أبداً بالملل وأشير أيضاً إلى بعض العادات التى ولَّى الزمن عليها ولم تعد موجودة مثل التزاور بين الأقرباء والأصدقاء بسبب ظروف ورتم الحياة السريعة لم يعد موجود لكنه ممكن رجوعه بالقليل
من تنظيم الوقت والكثير من الأشياء
التى كانت موجودة بالماضي ونشأنا وتربينا عليها مثل تعليم الأم لبناتها مثلاً كيفية إعداد المائدة وتحضير بعض الحلويات والجلوس بجلسات عائلية لتناولها هكذا كانت الحياة بالماضي لذلك ساد الملل كان الأب بالسابق يجلس مع أبنائه يحكي لهم البعض من تجاربه بالحياة وذكريات طفولته وكان الأبناء ينتظرون بلهفة حديث أبيهم وينصتون بإهتمام ويستفيدون من خبرة أبيهم وهنا تنشأ الأواصرالمتينة بينهم وبين أبيهم
وهذا لا يحدث الآن بل تجد الأطفال والشباب يقضون أوقات فراغهم فى الألعاب
على الإنترنت مثل كارثة البَبچي اللعبة الشائعة لا يجدون الوقت لممارسة هواية
أو الجلوس مع عائلاتهم وهنا ينشأ الملل والرتابة التي نصنعها بأيدينا أرى أن الرجوع لبعض ما تربينا عليه بالماضي يستطيع القضاء على مشكلة الملل الأزلية وأن الإنسان يجب
أن يشغل عقله وتفكيره بما يفيده ويفيد غيره كالقراءة مثلاً والتعلم لبعض المهارات
التى تشغل الوقت وممارسة بعض التأمل بالطبيعة وهذا ليس خيالاً ولا رفاهية يمكن حتى للإنسان البسيط الخروج للحدائق العادية وتغيير الروتين والعادات اليومية الغير صحية الحقيقة موضوع يطُول فيه الكلام والنقاش وهذه بعض النقاط التى أرجو أن أكون
قد ألقيت عليها الضوء بطريقة مُبَسَّطة لنُصلح حياتنا بأيدينا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق