مصرع العم إسماعيل
طوت الجريدة البالية التى كانت تتصفح فيها أحداث ماضية ،صفحة الحوادث كانت تقرأ الخبر،الصادم بكلمة مصرع فلان ولم تعد تقرأها فى الجرائد الحالية ،كانت تقول ان الموت أنيق اناقة الأثرياء ،كن ثلاثة بنات يقمن فى غرفة واحدة ،جئن من مناطق بعيدة بحثا عن لقمة العيش،كل ولها مزاج يخصها عندما يشتد الحنين..
حنان كانت تخيط الثياب وتوصله لافخر المحلات وتقبض عرقها مالا وفيرا لتقتطع جزء منه لدعوة رفيقتيها لقضاء يوم كثريات..
الجمال سينفض عنه الغبار ،قطع ماسية ستضهر هذا اليوم ..ترجلن من سيارة فاخرة ودخلن مطعما يدخله أصحاب الملايير ،اخترن أبعد طاولة حتى يتسنى لهن المشى مطولا فاستعراض الجمال هذه فرصته..
سيدة تصفع زوجها الذى أطال النظر بهن، فتوشوش حنان لرفيقتيها،العرض أمام الجمهور وأريد منكما براعة فى الأداء..
يرحب بهن النادل ويوزعن الإبتسامات خلسة ،،عربة جر ترسل إلى طاولتهن فيها مالذ وطاب ومدفوعة الأجر من الذى يجلس وحيدا فى الطاولة المقابلة ..حنان تكتب كلمة للكريم فيوصلها النادل بعد إعادة التحية ..
الأكل طيب وشبعنا ياحنان ،نريد أخذ ماتبقى ..
حنان كانت ترى أن المشهد يناسب الفقراء..ولكن لابأس ستتركهما وتتقدم من الكريم حتى تشكره ،قدمت نفسها إنها منشغلة بتأسيس مؤسسة لتصدير الملابس وتبحث عن شريك ورفيقتيها من كبار مصممات الأزياء..
كيف للجمال أن يقتحم الصعاب ويفتح الباب الذى عدمن مفتاحه منذ خمس سنوات ،يقمن فى غرفة الفقر ولكنها آمنة ..
اول عرض للأزياء العالمية تعرضه الرفيقات ،صورهن تنتشر فى الصحف والمجلات ومقابلات تلفزية ،،صار لزاما غلق الغرفة وتسليم القفل والمفتاح لصاحبه الشيخ الطيب الذى كان ملاكهن الحارس ،دموع يذرفها وقبلات تطبعها الرفيقا ت على جبينه،
إن ادارت لكن الحياة ظهرها ،فغرفتكن لكن ولن يسكنها أحد بعدكن..
الحنونة حنان تضع بيده مالا وتعده بالزيارة فى أقرب فرصة وتمازحه إن أجر الغرفة ستغضب منه..
الرحيل عن الحى العتيق لم يكن سهلا بالنسبة لهن ،فالأمان كان يجانبهن ممن جاورهن من عائلات فقيرة ومحترمة ،العالم موحش قالت حنان لرفيقتيها
وضمتهما إليها كونهما أصغر منها ..
الشريك لايظهر الا صوته عبر الهاتف المسموع ،والأزياء الربيعية هذا العام تكون بألوان غير معتادة ،،عليك بتصميم نماذج جديدة ،سندخل المنافسة ..مروة الصغرى تتذكر رداء الشيخ الذى كان يرتديه ليلا..
تبتسم حنان وترد :تقصدين وشاح العم الذى نسجته زوجته من بقايا الصوف !!
_نعم ،فهو زى تقليدى ونؤنثه ببعض التفاصيل ويكون غطاء الكتفين للفساتين القصيرة..
عبير تصفق والشريك يستمع للحديث فيصفق فتنتبه حنان على عدم قطع المكالمة ..
ثانى عرض عالمى ربيعى تقدمه الرفيقات ويرتحن قليلا فى بيتهن الجديد ،لحظات من المزاح تقطعها حنان لهول الخبر الذى يبثه التلفزيون..
انهيار..انهيار..انهيار المبنى ..الحى الذى أقمنا فيه..الرفيقات تصرخن ..العم اسماعيل يحمل على حمالة والتراب يغطى وجهه وآثار الدم ..
يحمن حول التلفاز ،يضربن اخماسا فى أسداس..يطلبن سيارة أجره تقلهن للمكان ..
دمار خلفه سقوط المبنى ،ضحايا ..نعم العم اسماعيل نقل للمستشفى وماورد من خبر أنه فى العناية المركزة ..
الصحفيون يعجون بمدخل المستشفى ،،لحظات غنمنها من سماع نفسه التى لفظها بعدها..
تخرج حنان باكية وتتحدث للصحفى بعزة نفس،فالصريع كان الأب الحنون لهن والمرافق الرابع ولا تليق به كلمة ضحية ،أو موت أحد المواطنين
انه مصرع العم اسماعيل..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق