لو كنت (٢)
" لو كنتُ أملًا "
لحملتُ الفرح إلى كلّ قلبٍ أطفأه وعدٌ خائن ، أنفخُ الحياةَ في نبضه البائس ليعزفَ لحن القيامة ..
لسكنتُ أحداقَ الغرباء الذين تاهت ملامحهم في زحام العابرين ، أمسحُ عن غبار المرايا سنيّ العتمة ليلمعَ الفرحُ في نظراتهم الناعسة ..
لكتمتُ أفواه الآهاتِ المجروحة ، أضمّدُ جراحاتها الغائرة وأخفي ندوبها التي تنكأ ذاكرة الوجع الصامت ..
لحلفتُ للضعف أنني لن أتركه في براثن الخوف ، أعيدُ على مسامعه حكايات العائدين من برزخِ الضياع ..
لاختبأتُ في أنفاسِ الصباح الرماديّ الذي خلع عنه اللون في لحظة خذلان ، أعيد له قوس قزح الذي نال منه المتلوّنون ..
لعانقتُ أيتام الصدق وأرامل الحبّ ، الذين نبذهم زمنٌ تمادى في تشويه وجه الحقيقة التي تغتاله بكبريائها ..
لغفوتُ كلَّ حلمٍ في أحضان العاشقين الذين يصاحبون القمر ، أعدهم بلقاء قريب في عنوانٍ نزل فيه قلبهم ذات لقاء ..
لتعطّرْتُ بالغاردينيا والياسمين ، أمرُّ على نوافذ الانتظار وأتركُ على ستائرها العتيقة رائحة العودة ..
لو كنتُ أملًا .. لتكوّرتُ في أرحام النساء ليلدنَ الحياة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق