أرض المقابر
بقلم القاص/ سعيد عوض
فى دول نهاية العالم ، اجتمع الملك مع الحكماء والكهنة .. وعرض عليهم خريطة ملكه ،مرورا بالبحر .. اندهشوا لما يعرض عليهم ! وانتظروا مايفصح عنه.. نظر إليهم : لاتندهشوا وأشار بالسبابة ناحية الفراغات والتى تحيطها الأسوار العالية .
مولانا : تلك الأراضى ممتلئة عن آخرها بموتانا والذين عاشوا وأورثونا مانملك ولهم قدسية الآباء والأمهات والجدود ..
صرخ بصوت اهتزت له القاعة : هل هم أحياء ؟
رددوا : لا
قال : ماوصفهم الآن
قالوا : عظام ومنهم من أكلته الأرض
تنفس الصعداء : أليس الحى أبقى من الميت
_ من هنا وبعد اعترافكم أن لا أثر لهم ؛ سأهدم كل المقابر وسيحل مكانها مساكن . مزارع . مصانع يستفيد بها ما يعيش فى ملكى
_ والعظام والأجداد
_ نجمعها ونلقى بها فى البحر أو تحرقها
_ ومن يعارضنى سألقى به فى البحر حيا
صمتوا فى خنوع يتساءلون وأين ندفن ؟ وأين يدفن الملك
سمعهم وقال سأصنع لكم مدافن حديثة مكونة من عدة طوابق علوية ،
بدأت الجرافات والمعدات . تحمل العظام والجماجم واتجهت بها صوب البحر ...
بالأمر وفى أيام معدودة تغيرت معالم كل الفراغات وحلت مكانها مساكن وأبراج وقصور مشيدة ..
فرح الجميع بما تم وأقبلوا على حجز المساكن ...
دخل الجميع إلى مضاجعهم فرحين بذلك الانجاز ..
وعندما حل الليل . ارتفعت الأصوات والصراخ من أشباح مريبة .. هرع الجميع مزهولين .النساء عارية . تسكت الأصوات فى الشوارع ، يعودوا مرة أخرى . يزداد الصراخ ..
خرجوا للمرة الأخيرة ،وجدوا دواب عملاقة تهدم مابنى ! ..
هرعوا إلى ملكهم لينقذهم . كان مشنوقا على بوابة قصره ،ركضوا وعندما وصلوا البحر خطفتهم الأمواج العاتية .
تمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق