أيتها الأرض التي تبتسم في وجه الموت...
سألتها...
أيتها الأرض انا ما حملت يوم بندقية ، لكنني حملتك بين اضلعي قدرا اهتدي به إليك ..
أيتها الأرض التي تبتسم في وجه الموت وتنهض بعد كل سقوط
تلك الأرض لن تسقط من بين صفحات الزمن فهي كالأبد لا تموت..
سألتك يا من تعدين أوراقي ، كيف تريديني أن أكون..؟؟؟
قالت لي بصوت حزين ، شامخ ، أريدك حرا ، ترعى أبنائي رغم جحودهم ، وقسوتهم.
أنا مأواك ، ووجودك ، هويتك سواء كنت ثرية أم فقيرة ، أنا الحضن الذي يحميك والمطر الذي يرويك ، والعهد. الذي يذكرك على صفحاته البيضاء حين ينساك الزمن.
همست لها..
انا الحر الواقف على بابك ... استجدي ثورتك وغضبك ، حلمك ورأفتك ، وأعرف أن صوتي سيصل إليك ، فأنا الجندي الذي ما انهزم فكل معركة من أجلك دمي يحسمها ، وما تبقى من أحلامي وهبتهم لك كي تبقي حرة ، وإليك أبدا لن تصل ضرباتهم.
وبنا تكون نهاية كل قدر ، سلي عن قدري فأنا الإبن الذي لا ينام إلا على أكتاف الشهادة ، عاهدتك يوما أنه بنا تبدأ مﻻحم التاريخ ومعنا تنتهي سنن الوجود ... فالدهر بيننا سواء متنا أم حيينا .... إنها معركتنا شئنا أم أبينا خلقنا أحرارا ، من تلك الأم التي رحلت كطائر الفينيق وعادت كي تروي عطش الحقول، أيتها الأرض التي تغتسل كل يوم بثوب الشهادة تعلمت منك الحب والوفاء والانسان ، من حلمك انتشى وجودي ، لم أولد إلا بك ، وحين ارحل أحملك معي نبوءة عشق من وحي السماء هكذا أنا أحبك عمرا رغم وجعي.
أنا ابن الأرض التي إن جاعت تنظر إلى السماء فترتوي من كف الأنبياء ، أنا من ضلعك أتيت ﻻ تسئلي أيتها اﻷرض عن عاشقا لترابك من يكون ، لي راية هناك فوق المجد زرعتها .. لي أمنية تأبى الرحيل دونك ... لي رفاقا هناك يركضون ضﻻلهم زنابق وياسمين .. لي إخوة تلحفوا السماء وهم يحلمون بالعيش الجميل، وﻷجل أن تبتسمي جياد الموت امتطوا وعرس الموت مشوا ، تبسمي فيزهر من شفتيك تشرين ، أوصيك يا من تتلحفين حروفي ، أن تنثري جسدي على بساطك الشاكي وارسلي لي ولو حفنة من ترابك أواسي بها غربتي شاكيا ،علني بصمت اقبل ضمئك الي وشوقي لتلك الديار ... لي فيك عمرا سرح باكرا مع سوسنة الحقول ، كل حكاياه تبغا واقحوان ، ولي على دروبك ألف قصة وقصة عن طفلا افترش أعتابك يبحث عن فراشة اختبئت كي يرسمها بكل اللغات .. لي فوق ربوعك أوراقا كتبها رب السماء عنوانا لوجودي ورحيلي ، ولي كتبي التي نثرتها شهدا ، كلمات على مر تاريخك ... فأنبتت سنابل ومعاول
ولي هناك تاريخا من الرجاء ، والبقاء ، قد تعلمت منك .. أنه ليس سهﻻ أبدا ان أكون منك ...فمصيري قد اختارني أن أموت بك .. وأن تحفر اسمي الشطآن ...وأن دمي ﻻ يجف .. ﻷعود من جديد أروي جدرانك .. هذا قدري بك ، ومن حق اﻷقدار أن تكتبني معك قصاصة عشق بين جدرانك العتيقة ، ومن حق اﻷقدار أن تمضي بي حلما يعانق تاريخك حرا دون رحيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق