الأديبه والشاعرة /زيزي ضاهر
إلى أمي
التي رحلت باكرا
واودعتني حبها
سألت يوماً عن ربيعك
وكيف ينام القمر عاشقاً لك
فعزف لي على وقع المطر
واختبأ شاكيا بين أضلعي
أمي وإن رحلت يبقى ظلها يلاحق عمري
ترتاح تعبة في ظل سنيني
وتزهر حبا على مدى قدري
اسأل الشمس أيهما أجمل
عيناها أم ربيع بلادي
فتهمس لي فراشة الحقول
كلاهما وطن وارتحل
فارتمي بحثا على شط غربتي
علني أراك في نافذة حلمي
واحفر صورتك على حائط أبدي
وحين أصحوا من أمنيتي
أعود من جديد إلى وحدتي الرهيبة
احاكي صمتي هل رآك
وأبحث عن وجهك الجميل
في شريط ذكرياتي
وأحاور نجم شهد حنان يديك
وأهمس لمستحيلي الذي يلاحقني
مؤكد أنت هنا تحتلين كل صفحاتي
وهناك بين ضلوعي ترقدين
وتصلين
دون رحيل
رأيتك كعادتك
تحتلين جروحي
تداوين غربتي بيديك
شاهدتك هناك
ترسمين لي
على ثغرك الجميل
ابتسامة ووعداً
ومن عليائك تنظرين الي بصمت
ويداك على مهد طفولتي
تهزين بيديك أبواب الحلم
تقفين وتحلمين بالرجوع
و ترسمين بعينيك فصول سنيني
فأولد من جديد بعينيك
تعالي أمي فقد نام القمر
واختفى المطر في حضن الوتر
تعالي أمي
أحتاجك أن تضميني
أن تمسحي بيديك تعب السنين
والخوف الذي سكن ضلوعي
تعالي قبل المغيب
وقبل أن ترحل الأمنية
إلى ما بعد الخريف
أخاف أن يمر طيفك ذات مساء
دون أن أراك
وأن يرحل قطار السماء
دون أن تلتقيني
فاعلمي أنني أنتظرك
على مائدة الرجوع
حيث جلسنا
على مدى أعمار
تطعميني الحب بعينيك
والتهم الجوع من يديك
تعالي أمي
ألن تأتي وتسكتي حنيني إليك
فقلبي حزين
وعمري تعب
دون أن تغمرني يديك
ولإن طال لقائي بك
انظريني هناك أمي
ذات مساء
أو ذات زمن
على نافذة
رحيلي إليك
Zizi daher
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق