∆ لا اخلاق في الحرب ولا صدق في السياسة ∆
من قال ان للحرب أخلاق وقيم فهو حتما من يفتقر إليها في مخياله وحياته ككل ، مانراه اليوم في اوكرانيا وقبله في فلسطين وسوريا ولبنان واليمن وليبيا والعراق و افغانستان وقبل ذلك في العالم بأسره في الحرب العالمية الاولى والثانية هو نموذج للنزعة الحيوانية الآدمية التي طغت على السمة الانسانية في وجدان البشرية الناتجة عن الافكار التوسعية والاطماع الغير منتهية للنظم الديكتاتورية المهددة لشروط الحياة على ظهر هذا الكوكب البئيس !
فإذا كانت اخلاق الحرب يجب ان تستمد من الدين فجميع الاديان دونما استثناء لأهلها ومتبعيها تاريخا اسودا قاتما حافلا بالفظائع المرتكبة والدماء البريئة المسالة انهارا في سبيل توسيع الامبراطوريات وشمولية الفتح ، واذا كانت اخلاق الحرب يجب استمدادها من القيم الانسانية التي فطرنا الله عليها جميعا فالتاريخ الغابر يحكي لنا قصة قابيل وهابيل وهم بداية النشأ وكيف قتل احدهما الاخر في سبيل تكريس فلسفة البقاء للأقوى، اما اذ كانت أخلاق الحرب يجب ان تلزمها القوانين البشرية والشرائع الكونية فعالم اليوم متسلح بترسنة حقوقية وقانونية ملزمة ولا احد يطبقها او يعاقب على عدم تطبيقها حتى !
مانشاهده كل يوم عبر القنوات الفضائية من خراب وذمار للشجر والحجر قبل البشر هو تعبير بسيط عن الهمجية التي وصلت اليها البشرية في القرن 21 فحتى في القرون الغابرة وعصر التخلف والجهالة والعنصرية لم تكن البشرية بهذا الكم من الإجرام والدناءة الحسية التي بلغت لها ضمائر الكائنات البشرية وتحجرت لها القلوب وتجمدت من وضاعتها الأكباد واصبحوا صورا مشوهة للإنسانية !
لما نعيد قراءة التاريخ السحيق لصراعات الأمم نجد القليل من الفرق فحتى جيوش التاتار والمغول المعروفة ببطشها وتعطشها للدماء لم تصل الى هذه الدرجة من الوحشية التي اصبح الكون مسرحا لها فلا قدسية لطفل او رضيع او شيخ او بيت عبادة ولا قدسية لمستشفى او مدرسة او طاقم اسعاف او إعلام ، الجميع موضوعون في سلة واحدة مثل المدني القابع في بيته مثل الجندي المرابط في الميدان ، لا صوت يعلوا فوق صوت الرصاص والذمار والقنابل المحرمة والمحللة منها ، والجميع سواسية دونما استثناء امام العدالة الهمجية للقوى الإمبريالية المتغطرسة !
ماتفعله اليوم روسيا في اوكرانيا هو نفسه ماتفعله كل يوم في سوريا منذ سنوات ومافعلته كذلك ايام قيادتها لدول الاتحاد السوڤياتي وتاريخها الشيوعي الملطخ بالدماء والذي فاق 50 مليون إنسان ومن لم يتعلم من الماضي فهو حتما لايحسن قراءة الحاضر ولا التنبؤ بالمستقبل ، الاختلاف الوحيد الذي نراهم اليوم في حربها الجديدة هو النوع العرقي لقتلاها فضحايا الدب الروسي اليوم هم ملونون الأعين أشقرا الشعر بيض البشرة تجري في عروقهم دماء الغرب السامية !
ماتفعله روسيا باوكرانيا اليوم هو نفسه مافعلته امريكا بالعراق وافغانستان وباكستان وقبله في الڤيتنام لافرق ، ماتفعله روسيا اليوم في اوكرانيا هو نفسه مافعلته إسرائيل بفلسطين المحتلة وبلبنان وسوريا ومصر لافرق ، ماتفعله روسيا باكرانيا اليوم هو ذاته ما فعلته فرنسا بإفريقيا كلها من من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها لافرق ، وهو نفسه مافعلته بريطانيا في مستعمراتها الافريقية والآسيوية ، ماتفعله روسيا اليوم في اوكرانيا هو تمثيل بسيط جدا لما فعلته النازية الألمانية في اوروبا الشرقية والغربية في الحرب الاولى والثانية للعالم ، ماتفعله روسيا اليوم باكرانيا هو نفسه مافعله الحزب الشيوعي الصيني ضد الاقليات العرقية في بلده والبلدان المجاورة لها ، الفرق الوحيد اليوم اننا اصبحنا ربما عاطفيين زيادة او نفتقر الى رابط قوي بالذاكرة يعيد الينا شيئا من أحداث الماضي القريب الذي فقدناه الى الواجهة !
توقيع: ع.ش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق