بقلم السيناريست/ عماد يوسف النشار
عضو اتحاد كتاب مصر
أجمل مافي الدنيا أكتوبر اللي إنتقم ليونيه "فؤاد حداد" تهب علينا في هذه الأيام نسائم ذكرى إنتصاراتنا المجيدة التي بدأت مع حرب الإستنزاف التي أعقبت يونية الأسود حتى وصلت لذروة سنامها وقمة هرمها الشامخ أكتوبر الذي بدأت من عنده أيضاً ، سطور أولى ملاحمه الخالدة بإغراق المدمرة إيلات في البحر المتوسط وأمام مدينة بورسعيد بعد أربعة شهور فقط من نكسة يونية ، وبالتحديد في الواحد والعشرين من أكتوبر 1967، وهي عملية مختلفة عن إغراق أربع سفن نواقل أمام ميناء إيلات وتفجير رصيف الميناء وهذه العملية كانت بعد شهر فقط من إغراق المدمرة إيلات ، كل ذلك ساهم في رفع الروح المعنوية لجنودنا البواسل ، أعادوا بها الثقة في انفسهم ولقدراتنا العسكرية التي راحت تصول وتجول بإرادة جبارة طيلة سنوات الإستنزاف الستة ، سطر يتلو الآخر تخطه دمائهم الزكية وارواحهم التواقة للنصر أو الشهادة من أجل إستعادة الكرامة مع كل ذرة تراب دنسها العدو المغتصب الغشيم ، فهاهي ملحمة رأس العش التي تصدى فيها كتيبة صغيرة من جنودنا الأبطال لرتل دبابات صهيوني وأجبروهم على الإنسحاب بعدما نالوا من بعضهم ، وملحمة قرية شدوان ، وملحمة رأس التمساح ، ولم تنقطع "رحلات" جنود الصاعقة البواسل الترفيهية للضفة الشرقية للقناة وتنفيذ مهام داخل عمق سيناء مابين تفجير نقاط اتصال وكتائب ودوريات وآليات وأسر واستطلاع ، ست سنوات استنزاف وانهاك للعدو لم يعيقهم مانع مائي أو جدارهم الذي زعموا حصانته والذي أطلقوا عليه خط بارليف ، لم تنل حملاتهم الدعائية المزعومة من معنويات الجندي المصري ، و التي أغرقوا بها العالم تحكي عن جيشهم الذي لايقهر ولا عن جدارهم الرملي الحصين الذي اسهبوا في إشاعة الاساطير عنه حتى وصل بهم الفجور في الكذب إداعائهم عن استحالة القضاء وتحطيمه إلا بإلقاء قنبلة ذرية عليه ، وها هي العقلية العسكرية الهندسية المصرية تستعين بمضخات مياه من الخارج وتقوم بتعديلها بما يتناسب مع خلخلة الحاجز الترابي العتيد -خط برليف- ليذوب في أقل من ست ساعات يوم العبور العظيم ، ذوبان الحلوى في فم الطفل الصغير ، ولتبدأ معارك أسطورية أبطالها جنودنا البواسل والتي لازالت وقائعها تُدرس في أكبر المعاهد والأكاديميات العسكرية في العالم ، والتي أطلقوا عليها معركة اللحم في مواجهة الصلب ، تعبيراً عن بسالة الجندي المصري الذي كان يتصدى بجسده لآليات العدو ودباباته ولا تصعد آخر أنفاسه إلا بعد أن يطمئن لتدميرها .
الله اكبر لهجت بها الألسنة وأطلقتها الحناجر مدوية صوب رؤس وقلوب حتى أفقدتهم الوعي وولوا مدبرين مابين قتلى وجرحى وأسرى .
في هذه الأيام المباركة نوجه تحية إعزاز وتقدير وعرفان لأرواح جنودنا البواسل الشهداء ، ولكل القادة الذين خططوا وأعدوا لهذه المعارك كل مااستطاعوا من قوة ، حتى عادت الكرامة مع كل ذرة تراب مازلت تحمل أنفاسهم ودمائهم الزكية ، ونرجوا أن نذكر أبطالنا البواسل من جنود وصف وضباط الذين لم يأخذوا حظهم وقدرهم من المعرفة طول العام وليس في أكتوبر فقط ، حتى تعلم الأجيال قيمة ترابها وتضحيات أبائهم وأجدادهم مضرب المثل في الشجاعة والتضحية والبذل والفداء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق