رحلة إلى الوراء
بقلم /جودات الغريب
تيممت غبار الأيام
بدأتُ رحلة إلى أقاصي الوراء
أستنبت بذوراً لم تعد صالحة للإنبات
أستحلب أشواك صبّار إنقرضت
راياتُ وبيارق الفتوحات
كانت ترفرف هناك.... غصباً
في اول هدنة للقتل
أقتحمت عب الحقيقه
قدمت التعازي الممجوجه
لمن رحلوا من أجل .....
إله لم يزل في ريعان الشباب .....
الآن أقدم التعازي لصبايا بعمر الورد
شاغلتها الحروب والمقابر
عن زينتها وعطرها في أحلا أيام عمرها
نَثرت عبيرها وحنائها على شواهد القبور
تنازلتْ رغما عنها
عن طقوس نهاية مواسم الحصاد
عن الأفراح والأعراس المؤجله
تعمشَقتْ عرائش الوعد بعد القطاف
في أقانيم لم تعهد ألا الحروب والقتل والسبي والغزو و و
وأرملة مرمية في ممر العابرين
أجبرها الإجبار على بيع اعز مالديها
ومن َيبتاع حاضر للإبتياع ..
ودعٌ ضُرب بالرمل
لم يُعرف إلى أي الإتجاهات المسير ..
.... غرباً ..... أم ...... شرقاً
الفخاخ نفرت منها طيوري وظبائي
ذهبت جدران بيتي
لم يبق إلا سقف خيمة مهترء
لايأوي حتى اعشاش الخراب
ونحن أهل مواسم الحصاد
نُعلق أسماء أبنائنا على مشاجب السماء
أعطوا للقمر بهائه وللنجوم ضياؤها
أجدادهم أعطوا محراث السنديان
والأبجدية الأولى
ومعزوفة نينوى
بعد ماتوالدوا بطفل تخر له .....
طفل إختبأ في حوانيت القتل والحصار ....
نحن من يزرع القمح للمقيمين وللعابرين
نعم ... نَكْفُرَ حبوب قمحنا
وأجساد أبنائنا للقادم الآتي
لأولادنا وأترابهم
نحن من يزرع السنديان والزيتون
للسفن للطعام لزيت القناديل
نحن مازلنا نزرع حنطة أجسادنا
وغيرنا يزرع القتل والدمار
منهمكون باقتلاع زيتوني وسندياني
ومطاردة ظبائي الهلعه من وجودهم بينها
وسنابك خيلهم تقدح في صوان بلادي شرراً
إلى متى نستجدي حضارة وهبناها
وشوارعنا ومقابرنا تعج بطقوس جنائزيه..
والخوذ البيضاء خارجا
حمراء في جوفها من دمائنا
وخرير الطائرات والصواريخ تمزق النور في عيوننا ونحن نحمل جثث أبنائنا إلى مقابرنا
والى متى ينابيعنا
وانهارنا وسمائنا عيوننا حقولنا جذورنا تختنق في عب الحروب
وإلى متى أصابع اطفالنا الطريه
تلا مس أكفان آبائهم
المبتلة بالخيبة والحرقه
وغيرنا يرمي الفتات
لثكُلنا لطفلنا ليُتمنا لجرحنا المدمى
بين المؤتمرات والمجالس واللقاآت
ونحن بين خبير عسكري مأجور
مارق من فوق الطاولة
او من تحتها
وناعق من فوق مأذنة موتور
يؤكد لنا بانشطار القمر نصفين بين ... وبين ...
.وانهار دمائنا تتخثر
في عصبة الأمم ومجلس الأمن
ونحن في قمقمنا بانتظار عجيبة ما
ربما أقول ......... ربما
نخرج لإقتلاع الطحالب
المعشوشبة على أجسادنا
وأخيرا وليس آخرا
مني اليك أيها الشهيد المظلوم
المدفون بجرحك في مقابر الوطن
مدفون بنقيعك ودمدمات خيلك
اليك أيها الشهيد الكاظم غيظك
أقول
لروحك السلام
ولنا منك الرحمه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق