أفكاركَ تشبه خطاياكَ،
اشتقتُ لي،
فقد أضعتني
منذ عقدين وأكثر،
دعوتُ نفسي لنحتسي،
كوب قهوة ذات حنين،
عاتبني،
بصمته الموجوع،
ونظراتٍ تعري
ما كان يستر عجزي،
سألته لماذا خذلني،
وتَرَكتني أسيرُ وحيداً،
في طريقٍ وعرٍ ومظلمٍ،
رنا في عينيّ الدامعتين،
ارتشَفَ رشفة من قهوتي،
وقال،
اشتقتُ لكَ،
كنتَ دثاري،
وكنتُ ظلّكَ،
وافترقنا،
بهرتك أضواء المدينة،
نسيتني ومضيتُ،
إلى عالم مزيّف الملامح،
وجوهٌ لا تشبه الوجوه،
مطليةٌ بمساحيق التبرج،
أقنعةٌ تخشى الهواء،
وتهاب المطر.
أنتم الشعراء
يأخذكم الجنون،
إلى عوالم غريبة،
أحزانكَ حكرٌ عليكَ،
أوجاعكَ ملكٌ خالصٌ لكَ،
أفكاركَ تشبه خطاياكَ،
قلتُ
اشتقت لكَ،
لضحكتكَ،
لابتسامتكَ،
دفء أنفاسكَ،
وهي تدثر جسدي الآثم،
ككفنٍ معطرٍ،
أجابني مجاملاً،
"وأنا أيضاً"،
ربما لم يقلها،
لكن هيئ لي
أني سمعتها،
وأدركُ أنه
لم يكن يعنيها،
فما يكابده
كان أشد وطأةً
من شوقٍ عابرٍ،
كسا الحزن ملامحه وقال،
لقد ثملتَ من خمر الحياة،
أما أنا،
بقيتُ نقياً،
لم أتلوث،
لم أتلون،
كنت أراقبكَ من بعيد،
من خلف قضبان
سجني الطوعي،
أبكيكَ بصمت.
ما عدتَ تشبهني،
ما عدتُ أنا أنتَ،
ولا أنتَ أنا،
بتنا نقيضين،
يفصلنا ليلٌ بلا اسوار،
فلماذا تذكرتني الآن؟
لماذا أيقظتني من نعشي؟
دنوتُ منه كي أحتضنه،
لمستُ يده،
كانت باردةً كالموت،
رمقني بنظرة مودعٍ،
ابتلعه العدم وتلاشى.!
تَرَكني هناك،
أحدق في الليل،
أحفر بنظراتي،
ثقباً في العتمة،
ليتسلل منه
بصيصٌ من نور!
أدركَني العجز
قبل أن أنضج،
أدركَني نفقٌ مظلمٌ،
قبل أن تسطع شمسي،
هرمتْ روحي قبل جسدي،
متى يأتي الخلاص؟
لا تخلو بنفسك كثيرا،
لا تبَحُ ْللبحر بكل أسرارك،
لا تغمضْ عينيكَ
قبل أن تعيد رسم
تفاصيل حلمكَ الآتي،
واطبع قبلة على جبين النهار
قبل أن يقبض الليل روحه.
اقذف في رحم الليل
نطفة أحلامكَ،
لعلّه ينجب يوماً
يحمل في تفاصيله
ملامح الفرح.!!!
#فادي سلامة#
05-07-2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق