بقلم /يوسف عبد القادر
كانت سارة فتاة طيبة وذات خلق وكانت فى الجامعة وكان لها صديقة اسمها نفين كانت دائما تضايق سارة بسبب بشرتها السوداء وكانت سارة دائما تتجنبها وفى يوم كانت نفين تقيم حفلة كبيرة بمناسبة عيد ميلادها واتفقت نفين هي وأصدقائها أن تدعو سارة إلى الحفل حتى تسخر منها أمام الجميع ولكن ظلت سارة تفكر حتى قررت أنها لن تذهب إلى الحفل ولكن بعض أصدقائها أصر عليها القدوم وبالفعل ذهبت سارة إلى الحفل وبدأت الحفل وكانت سارة خائفة جدا من تنمر نفين عليها أمام الجميع وقتها توقف الغناء وذهبت نفين إلى الفرقة وأخذت الميكرفون وقالت سنبدأ اللعب والمرح ففرح الجميع ولكن سارة كان بداخلها إحساس أن نفين تدبر لها مكيدة ورفضت الإشتراك باللعب معهم ولكن كالعادة أقنعها أصدقائها وبدأت اللعبة
قالت نفين شروط اللعبة سننقسم إلى جزئين والجزء الأقل عدد سوف نحكم عليه بتنفيز الشروط التى سوف نختارها من بين هذه الأوراق
قال الجميع وكيف ننقسم
قالت نفين سننقسم على حسب لون بشرتنا
من بشرتها بيضاء ستكون في فريق ومن بشرته سوداء ستكون في فريق آخر
قال الجميع حسنا وبدأ الجميع يذهب إلى فريقه
وبعد الانتهاء لا حظ الجميع أن سارة واقفة بمفردها فنظر الجميع إلى بعض وجدوا أن جميعهم بشرتهم بيضاء ماعدا سارة فهي الوحيدة التى بشرتها سوداء
وهنا بدأت مكيدة نفين وطلبت من سارة إختيار ورقة من الأوراق التى بها العقاب ولكن سارة ظلت تبكى حتى أتى أصدقاؤها وشجعوها وذهبت سارة لإختيار العقاب وهي خائفة لأنها تعلم أن جميع الأوراق بها عواقب من أجل الاستهزاء والتنمر عليها
وبالفعل أخذت الورقة وعند فتحها وجدت العقاب أن تغنى أمام الجميع فرفضت ولكن الجميع أجبرها على ذلك فأغمضت عينها وهي تذرف الدموع وقتها تذكرت كلمات والدتها قبل وفاتها وهي تقول يجب عليك تجاوز الصعوبات وإثبات شخصيتك وموهبتك وتحقيق أحلامك ولا تجعلى فرصة لأحد أن يكون سببا فى تحطيمك وقتها بدأت سارة بالغناء ونسيت أن هناك أشخاص يشاهدونها وفجأة قام الجميع بالتصفيق إليها بشدة فاندهشت سارة وتوقفت ووجدت الجميع يبكون من حزن الكلمات وشدة تأثير صوت سارة إليهم ولكن نظر شاب إلى الجميع وذهب إلى الخارج فتعجب الجميع وبعد لحظات رجع الشاب ولكن فعل شئ لم يتوقعه أحد لقد وضع على وجهه لون أسود وذهب إلى سارة ووقف بجانبها وقتها ذهب الجميع وفعل ذلك ورجعوا بالوقوف بجوار سارة وقتها نظرت نفين وجدت نفسها بمفردها فقال الشاب نبدأ العقاب الثانى وقال لنفين أنت الآن بمفردك هي إختارى عقابك
كانت نفين غاضبة جدا مما حدث فانقلب عليها مكيدتها
ورفضت ولكن الجميع أجبرها على ذلك
فأخذت الورقة وعند قرائتها ظلت تضحك بسخرية وكبرياء وقالت عقابي هو أن أتأسف لأغنى واحدة بالحفلة ولا يوجد أغنى منى هنا وظلت تضحك ولكن قال لها الشاب من قال أنك أغنى واحدة هنا؟ يوجد من هو أغنى ولديه كنوز لا تقدر بثمن
فقالت باستهزاء ومن هذا
قال الشاب هي سارة فطيبة قلبها لاتقدر بثمن
فظلت نفين تضحك وقتها ذهبت سارة إلى الخارج ونظر الشاب إلى نفين بغضب وخرج وراء سارة وخرج أيضا الجميع وقتها نظرت نفين حولها وجدت أنها بمفردها تعصبت وظلت تصرخ وقتها أتى ولدها وقال لها ماذا بك ولماذا خرج الجميع ؟ولما أنت غاضبة؟
فقالت له عن الذى حدث فغضب الأب منها وقال هذا جزاء من يتنمر على الآخرين ويهينهم إن الله قادر على كل شيء فرزقك بالجمال والمال وهذا لن يدوم أبدا وهي رزقها الله بطيبة قلبها ومحبة الناس وهذا الشي يدوم وكنز لا يقدر بثمن وذهب الأب وتركها وحيدة فظلت نفين تبكى حتى الصباح وذهبت إلى الجامعة وكان الجميع ينظر إليها بغضب بسبب بسبب ما فعلته بالأمس وعندما دخلت المدرج خرج الجميع وتركوها بمفردها فظلت تبكى وقتها دخل الدكتور لإعطاء المحاضرة ولكن لم يجد أحد إلا نفين وهي تبكى فسألها أين زملاؤك ؟ولماذا تبكين ؟
فلم تجب فسألها مره أخرى وقتها زادت فى البكاء وقالت عن كل ما فعلته فى سارة ورد فعل زملائها معها
فقال لها الدكتور ما فعلتيه أمس هذا خطأ ولكن يجب عليك أن تتأسفين إلى سارة وتتعلمين من هذا أننا بشرخلقنا الله ولا يجب علينا أن نتنمر على خلق الله يجب علينا مراعتهم والوقوف بجوارهم وهذا ما أمرنا به الله
فقالت نفين ولكن لن ترضى سارة أن تسامحني بعد الذى حدث وأيضا جميع الاصدقاء
فقال الدكتور إتركي هذا الأمر لي
ذهب الدكتور إلى سارة وجميع الطلاب وطلب منهم أن يسامحوا نفين عن ما فعلته ولكن رفض الجميع فبتسم الدكتور وقال لهم أنتم أيضا مثل نفين
فقال الجميع كيف هذا
قال من يكون طيب القلب فليسامح فإن الله أمرنا بالتسامح بيننا وإن كانت نفين أخطأت فأنتم أيضا مخطئين
قالوا ولما نحن مخطئين
قال كان يجب عليكم الوقوف بجوارها وأن تساعدونها على الإصلاح من نفسها لكن أنتم تجهاهلتم هذا وتركتوها بمفردها وأظن هذا عقاب قاسي جدا أن يشعر الإنسان أنه مذنب أمام الجميع
فصمت الجميع ثم قالت سارة معك حق أنا اسفة أيها الدكتور وأعدك أننى سوف أتأسف إليها وأكون بجوارها وشكرا لك أنك وجهتنا إلى الطريق الصحيح
وقال الجميع ونحن أيضا سنذهب معها
وذهبت سارة وجميع الطلاب إلى المدرج ولكن لم يجدوها فذهبوا جميعا يبحثون عنها ولكن كانت قد غادرت الجامعة
فذهب الجميع إلى بيتها ووجدوا والد نفين قالوا له أين نفين؟ قال لم تأتِ منذ الصباح نظرت سارة إلى أصدقائها وقالت هذا جميل لدي فكره لننفذها قبل أن تأتى نفين
كانت نفين جالسة تبكى على الشاطئ وفجأة جائها إتصال بأن والدها مريض فارتجفت نفين وذهبت إلى البيت مسرعة ولكن عند دخولها وخدت المكان مظلم ولا يوجد أحد فقامت بإنارة الأنوار وقتها خرجت سارة وأصدقائها ووجدت البيت مليء بالزينة فنظرت إليهم وظلت تبكى فأخذتها سارة فى أحضانها وقالت لها لا عليك وابتسم الجميع ولكن تركتهم نفين وخرجت سريعا فتعجب الجميع وبعد لحظات نظر الجميع إلى باب المنزل وقتها كانت نفين قد عادت ولكنها وضعت لون أسود على وجهها مثلما فعل الجميع بالأمس وذهبت
إلى سارة مسرعة وارتمت فى أحضانها ونظرت سارة إلى وجهها وقالت ولكن أنا ابيض منك وظل الجميع يضحكون وأتى والد نفين وقال لها ربما هذا الدرس علمك الكثير
قالت نفين نعم تعلمت أننا لا نهين أحد أو نتنمر عليه لأنه أقل منا والله خلق كل شىء وقادر على كل شىء وأتمنى من الجميع أن يسامحني وأصبحت سارة ونفين أصدقاء إلى يومنا هذا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق