بقلم السيناريست/ عماد يوسف النشار
عضو اتحاد كتاب مصر
تهفوا إليها ملايين المقل والأنامل كل لحظة ، مابين متطلع ومتنطع ، يرجون بركة "اللايك" ونفحة "الكومنت" وكرامة "الشير" ، من أجل الفوز بجنة" التريند" طمعاً في خلود الشهرة ، مجاذيب تعروا لأجلها من كل شئ ، حتى ورقة التوت التي كانت تداري سؤاتهم نزعوها بلاحياء وراحوا يمارسون في تنافس محموم شذوذ الفكر والقول والفعل ، بث مباشر من غرفة نوم لعروس بملابسها الداخلية يقوم رجل بضبط خصلتها وتلوين وجهها وآخر يضبط كادراته لتصوير مفاتنها ، بينما زوجها ووالدها وإخواتها ينتظرون بالخارج يتابعون بسعادة غامرة تدمع لها العيون لحم عقيلتهم وهو يتراقص على إيقاع المهرجانات وهم يحصون عدد المشاهدات ، ، شباب يصطفون للصلاة وقوفاً بين يدي الله ، بينما أحدهم يقوم بفعل خادش للحياء أو تمثيل "نكتة" تخوض في الله وآياته ، فتاوي ماأنزل الله بها من سلطان ، وافكار واراء لم يتفتق لها ذهن الشيطان الرچيم ويعجز أمامها أفجر الملاحدة والمثليين ، يروجون لها كأنها مقدسات لا يأتيها الباطل ، صور ومقاطع ڤيديو لأدق تفاصيل الحياة الخاصة ، أبى أصحابها أن تسترها الجدارن ، فراحوا ينثرونها كالنذور على منصات العتبة الزرقاء كي ينالوا بركة "الترند" ، مشاهد تمثيلية ركيكة وفجة يستغلوا فيها كبار السن والمعاقين ذهنياً وجسدياً أبشع إستغلال ، ومشاهد أسرية ومجتمعية يتعمدوا أن تظهر قميئة ليشعيوا التدنى والإنحلال ، جلسات "سيشن" لراغبي المتعة وإستعراض للجسد والمستوى المادي ، يلهث ورائهم وتلاحقهم وسائل إعلام "الباباراتزي" لتسلط عليهم الأضواء لمزيد من الفضائح ونشر الرزيلة .
العتبة "الزرقا" كل من عليها يتوهم أنه محسود مظلوم معطاء جواد كريم ، يشكون جحود الأهل والأصدقاء ، ينعون بأسى المرحوم"العيش والملح" بعد وصلات وصولات وجولات من السب والتشهير والمكايده و"التلقيح" .
العتبة "الزرقا" ، كل لاحسيها من مريدين ودراويش وبعد كل مايتقيئونه من قاذورات ، يحذرون من عدو يتربص بنا ومؤامرة كونية تحاك ضدنا
ولكن ، ورغم كل هذا القبح هناك القليل ممن ينشرون علمهم وافكاراهم وأرائهم الثمينة وهناك الأقل ممن يقبلون عليهم بنهم ، كما أن العتبة الزرقاء أتاحت التواصل لمن باعدت الحدود والظروف بينهم ، وساهمت في عرض المظالم والخدمات والمساعدة ، ولكن تبقى الطامة الكبرى في لاحسي العتبة "الزرقا"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق