بقلم/ فدوى المؤدب
سألتني: هل تكتمين سرا؟
قلت: بلى.
قالت:
" رأيته البارحة
يمشط الطرقات
يبحث عن عطرها
في كل مكان
في لا مكان
كان ثملا
خمر حبها
أسكره
قنينة الغرام
تجرعها
دفعة واحدة
كانت مرة
واحدة
قدرا
صدفة
هي نظرة
لا غير
توقف الزمن لحظة
تلاوة للميت
أحسها
زغرودة ولادة
سمعها
لم يعد يعرف
قاتلته كانت
أم ولاّدة
واستأنف الزمن
سيره
مثلها
دون استئذان
وهو...
بقي هناك
في ذات اللحظة
يسافر بين المدن
يبحث عن ملامح
لم يحفظها
لكن...
هي منحوتة
بذاكرة
القلب
مازال عطرها الفرنسي
عالقا بيده
توضأ للصلاة
بمحراب عينيها
لألف مرة
هل بطلت العبادة؟
قالت له: عفوا سيدي
به اصطدمت
منذ عشرين عاما
مسكها فينة
غرق للأبد
الليلة...
أول خصلة بيضاء
خرج معها يحتفل
هي وحدها تعلم
أنه من يومها
اعتزل النساء
كان يعشق وطنه
كان يعرف مسكنه
كان يحب قهوة أمه
كان و كان و كان...
وكالعادة عاد
يتمايل سكرا
جدران الحي
ألفت عناقه
دموع تطهّر كل ليلة
ممرّات صاخبة
صوت الحنين
يدوّي بالمآذن
يرتمي بين أحضانها
مع أول خيط للفجر
هي فقط تتحمّل جثته
كل ليلة
وسادته الخالية
حضن بارد
حلم مجنون
ربما يقابلها غدا؟
كانت تمسك يومها
وردة حمراء
هي لغيره كانت
سقطت أرضا
مثله
استشهدت
تحت قدميها
مثله
لكنها الان
شجرة يانعة
بحديقة قلبه
تنتظرها
مثله
العشق ملكي: قال
أحبها بجنون وكفى..."
سألت نفسي:
متى تذهب كلّ العقول؟
ربما حينها
يصبح للحياة معنى...
بكل جنون إمرأة
11 / 8/ 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق