مرت كل مواسم الغياب
ولازلت امارس هواية
التسلل اليك
و التلصص عليك
كل صباح
أفر من واقع
لا أجيد قراءته
و ألوذ بأشعارك
أرفع ستائر الصمت
عن نوافذ قصائدك
وأتسلل خلسة
مع ضوء الشمس
الى دهاليز خيالاتك
أتخلل جدران الحرف
و أقيم بكلماتك...
****
أشعارك روض و ربى
وغابة خضراء
في جوفها بيت يجمعنا
كلما ضاقت بنا الدنا
وفرقت بيننا الأنواء
بيت ذو أعمدة من كلمات
و سقف من معان و رؤى
في الشرفة أنّى تشدو القوافي
و تتمايل طربا ازاهير الحروف
نرتشف بهال اللهفة
فناجين قهوتنا الصباحية
و نصنع من فاكهة اللغة
و عناقيد الهوى
وجبة حبنا الشهية...
حروفك تفرش
لي الصباح
ورودا نضرة سكرى
تنبض بالشذى
و تقطر حنينا
و حبا و حياه
تعبر بي المدى
الى زمن نقي
يعانق في قلبي الصفاء
و تظل تشاكس
فيّ الغزل
طوال النهار
حتى تنطفئ الشمس
و يغفو الضياء
و اذا الليل سجا
و الشوق اذا تجلى
تستدرجني
الى عناق المعنى
فوق سرير البوح
المشتعل بلهيب
مشاعر هوجاء
حينها أرتديني كلمات شاعريات
مخمليات العذوبة دافئات
أريق عليها
بسخاء انثوي
عطرا من سحر البيان
و أحتضن أشعارك
بملئ الروح و الوجدان
حتى نسكر بنشوة الشعر
و تتجلى ذروة الإحساس
في قصيدة العمر
ثم أنام هانئة
على الشراشف
ذات الفرو المبعثر
بين الحضور و الغياب
أحلم بإنجاب قبيلة من القصائد...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق