بقلم/ د.بيشوي كمال ميلاد 🇪🇬
لماذا..؟!!
لماذا أصبح طريق كراهية النفس بهدف تغييرها هو الطريق الأكثر شيوعاً بين الناس بمختلف مستوياتهم وثقافاتهم وأعمارهم؟!
السبب هو أن غالبية البشر منذ بداية تطور النفس وتطور العقل البشري للمستوى الذي هو عليه الآن لم يتعلموا الأسلوب الأمثل للتعامل مع أنفسهم ومشاعرهم ورغباتهم بسبب عدم الأهتمام بدراسة النفس البشرية والعقل إلى وقت متأخر جداً..
فكانوا غالبية الناس بين أمرين:
اما الصراع للوصول لما يريدونه بالقوة..
او كبت وإنكار الرغبة الموجودة وتجاهلها وإعتبارها خطيئة
اوشيء مستحيل وهذا تسبب في انعدام فضيلة الصبر والفهم عند غالبية الناس تحديداً فيما يتعلق بجانب التعامل مع النفس والرغبات والمشاعر وعلاقة كل هذا مع الوقت الذي تتطلبه الاشياء لتحدث!!
لانهم يحاولون قياس سرعة العقل في تخيل حدوث الاشياء وتنفيذها بدون قيود وفوراً على الواقع المادي الذي يخضع لقوانين الفيزياء المادية.
ونتيجة لذلك يصابون بالأحباط المتكرر نتيجة للفشل في محاولتهم تغيير العالم المادي الخارجي بنفس سرعة تغيير افكارهم وتصوراتهم والاعتقاد انه لابد من وجود خلل في أنفسهم يجعلهم يفشلون في تطبيق التغيير، وما أن آمن غالبية الناس بفكرة وجود خلل بالنفس تسبب هذا في نشأة الاعتقاد أن قيادة النفس والتعامل معها مسألة صعبة ومعقدة!!
وهذا قاد للاعتقاد بشيء أسوأ وهو الاعتقاد بأن النفس
(عاصية ومتمردة بطبيعتها)
وما أن يصل الشخص لاستنتاج مثل هذا حتى يبدأ طريق صراعه مع نفسه بهدف ترويضها!!
لذلك يقرر الشخص أن الحل الوحيد للتعامل مع النفس هو بكراهيتها والصراع المستتم معها لكي تخضع وتنصاع وتطيع وتتغير بالقوة والإجبار مهما تطلب من وقت.ولكن حتى مع فشل هذا الطريق لتحقيق مايريده الشخص الا انه مازال يتمسك به باصرار ويعتقد أن السبب في عدم حدوث التغيير هو أن نفسه العاصية والمتمردة مازالت تحتاج إلى عقوبات أكبر وصراع أعنف وتحقير وكراهية أكثر. لكن الوصول للرغبات يمر من خلال نوعية العلاقة التي تربطك بنفسك.
*لايمكنك كراهية نفسك وتقبيحها باستمرار وتريد في نفس الوقت أن تشعر بالحب والجمال في داخل نفسك.
*لا يمكنك أن تعتبر نفسك عدوتك وبنفس الوقت تتوقع المساعدة منها في الوصول لاهدافك ورغباتك.
*لايمكنك أن تشكك في نفسك وتعاملها كنفس خائنة وبنفس الوقت تبحث عن الثقة بها..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق