تقول الأسطورة
يا سيدتي الجميلة
يحكى أن من الاف السنين
جاء رجلٌ يبحث عن امرأةٍ
ها هنا , ها هنا
امرأة جميلة مثلكِ , وملكة
وكان يبحثُ عن الحب
وعن جُوريةٍ تفهمهُ ,
عن غزالةٍ شاردةٍ
وكان يبحثُ أيضاً
عن شربة ماء
سر الوجود وسر الحياة
وعن وردةٍ جميلةٍ
وعن مرفئٍ آخر ,
وعن بر أمان
وعن مينا ,
وعن الشاطئ الهادئ
منذ ألاف السَّنين جاء
يبحث في كل مكان
حتى وجد الماء
فلما تعبَ استراح
على شط النيل واهب الحياة
ثم نظر في كبد السماء
فلم يجد إلا الشمس واهبة الحياة
فكتب لها وللنيل خطاب
على ورق البردي
في المخطوطات القديمة
تحدث فيه عن الحب وعن المشاعر
وأمهره بعرقه ودموعه وبدماه
ثم راح يغني لقرص الشمس
وللنيل , وللحياة
ولكل البشر يهديهم زهوراً
ونخيلاً وأشجارٍ طيبة الثمار
فجاءته سحابة جميلة
هملت عليه هطلت أمامه
فتشكلت له امرأة جميلة
تضاهي الشمس في وضح النهار
فغني لها ورقص
وأشدَّ لها وشدا وطرب
تقول الأسطورة
يا سيدتي
بأن الناس ظلتْ دهوراً
في سلامٍ ووئامٍ وأمان
إلى أن جاء الثعبان
فشرب كل الماء
وانتشر الوباء
وقتل كل امرأة جميلةٍ
وأحرق كل المخطوطات
وباع الشمس للأعور الدجال
ثم نشر الكره بين الناس
فكفر الناس
يا سيدتي أنا التبر ,
وأنا الحب وأنا الإحساس
وأنني مللت الصبر والانتظار
والبحث عنكِ يا جميلة
وفي كل مرةٍ كنتُ أبحث فيها عنكِ
أبحثُ عن امرأة تكون بحجم تصوراتي
كنتُ أبحث عن محطتي الأخيرة
كنتُ أبحثُ عنكِ في البرديات ,
كنتُ أبحثُ عن قصيدتي الجميلة
كنت أبحثُ عن سحابة
عن ودة , عن وطن
*************************
تمت مساء الخميس 22 / 7 / 2021
على السيد محمد حزين ــ طهطا ــ سوهاج ــ مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق