بقلم/ الشاعر...أيمن عبد الباسط
______________
١-
رثاء من تلميذ إلى استاذه الحبيب
الشاعر عارف عاصي
رحمه الله وغفر له واسكنه فسيح جناته
دموعٌ بجفن العين أم هي نارُ
أم أنّ ما في خافقي إعصارُ
قالوا. رحلتَ فكيف يهنأُ خافقٌ
يا سيدي، إذ ماتتِ الازهارُ
قالوا. رحلتَ إلى الخلودِ فخافقي
في حزنِه يبكي، و فيكَ يَحارُ
رجلٌ به هذا الجمالُ و نفسُهُ
عصماءُ ما اهتزت، و فيه وَقارُ
رجلٌ يقول الحقَّ أصبحَ أمَّةَ
لم تُثنِهِ عن قوله الأغيارُ
رجلٌ. به كل الصفاتِ كريمةٌ
تُنبيكَ عنه الناس والأشعارُ
ما حاد عن قول الحقيقةِ بل مضى
مُستنصراً بالله و هو يُضارُ
قالوا. رحلتَ
فلا القوافي بعدكُم
رُصِفَت و لا غنّى
على غُصن الحروف هزارُ
بلال الحمود
*****************
٢-
الموتُ يحصدُ اصدقائي جملةً
فى كل يومٍ آخذٌ أحبابي
هل يبقى هذا الموت يحصد هكذا
اني كرهتك ايها الارهابي
إني اُكابدُ فى وداعِ أحبتي
موتاً يخادعني ليطرق بابي
لوكان يدري الصحب ماتركوا لنا
هذا العذاب لما ارتضوا بعذابي
هم غادرونا الى كريمٍ منعم ٍ
حتى الكلام يعز فيك مصابي
الشاعر عادل غتوري
**********
٣-
فيضٌ من الحُزن... سيلٌ من أسى جرفا
لمّا همى الحُزنُ فوق الأرضِ ما وقفا
ماذا أصابكَ أيُّ الهولِ مختطفٌ
عنّا حضوركَ ياابنَ المجدِ قد قطفا
كلُّ الحروفِ عليكَ اليومُ باكيةٌ
ماذا عسى الشعرُ يجدي عنكَ لو نزفا
تكتظُّ من فقدكَ الألفاظُ راثيةً
تنوحُ فوقَ ثرى مَن باسمِها عزفا
وفوقَ حرثِ قوافيكَ النديّةِ كم
سيُورقُ الأدبُ الراقي لتتّصِفا
إنّ القصيدةَ مُذ فارقتَ فاقدةٌ
سودٌ صباحاتِها في بُعدِ من وُصِفا
لقمان المحبشي
*****************
٤-
إنا لله وإنا إليه راجعون
رحم الله أستاذنا ومعلمنا الأستاذ
الشاعر عارف عاصي
رحمه الله تعالى
وأسكنه فسيح جناته
عم الجميع ذهول شابه الألم
حزنا لدى نبإ خارت به الهمم
أن الأديب رفيق الحرف غيبه
عنا الرحيل فراح الحزن يرتسم
رحب الجناب جميل الحرف مبدعه
فكل جرح به قد كاد يلتأم
فتى البيان له الأشعار شاهدة
بما يليق لذا فالقدر محترم
أثنى عليه نضال الحرف ينظمه
من أجل أمته بالصدق يتسم
لبى النداء لأجل القدس في وهج
فظل متقدا للحق يحتدم
عليه تبكي حروف الشعر مبدية
قدر الفقيد ودمع العين مزدحم
أسدى إلينا بما قد راح ينظمه
سحر البيان جمالا ليس ينصرم
صعب على الكسر لا يحني لجبهته
إلا لرب به في الدرب يعتصم
يرثيه حرفي وحزن الكل يغمرني
وأسأل الله غفرانا به النعم
محمد طه عرجون
***************
٥-
أأنعاكَ أم أنعى إليكَ القصائدا
فقد كنتَ بالحرفِ الرصينِ مجاهدا
*
وكنتَ رفيعَ الخلقِ في كلِّ موقفٍ
فجاءكَ كلُّ الشعرِ يرثيكَ ماجدا
طالب الفريجي
*************
٦-
وداعا أيها الجبلُ
.......................
يا عارف الحلم والأخلاق والأدب
ها قد رحلت ونار الشوق في كبدي
قد كنت مثل السنا وهج به ألقٌ
أضنى فؤادي رحيل الشمس للأبدِ
قلَّ الزمان بشخصٍ مثل عارفنا
سالت دموعي وبات القلب في كمدِ
ما كنت أحسب أن أرثيك يا جبلاً
حار اليراع بأي الوصف يا سندي
قد كنت تبدي لنا الأخطاء في أدبٍ
علمت جيلاً أصول النقد معتمدِ
أدعوك ربي جنان الخلد تكتبها
لعارف الخير والإحسان يا مددي
زهير ابن سكران المشهداني
..العراق
*********************
٧-
(على رسلك يا صديقي)
........
أخرستني و أنا القصيد و تاجه
و يحق لي إن دمدمت بمبجل،،
عيناي جودا من حميم المنه
ذاب الفؤاد بلفح عمرٍ يصطلي
أفنيتي بفراق درب ضمنا
يا بسمة سطعت بداج أليل
رفقا بإخوان فدتك قلوبهم
يا (عارفا) بالله جد بالأجمل
فقت السحاب بجوده و ظلاله
عما تجود و بالمكارم من عل
عمرت بالإشعار كل جديبة
فاضر يابسنا بشدو مؤصل
الله أسأل أن يورثك الرضا
و جنان عدن في رحاب مكمّل
النضرة الأبهى و نظرة ربنا
وتباركت أنواره عما يلي
صفّت صفاتك كالنجوم لآلئً
فاخترت ربك يا كريم المنزل
يا رب أعظم بالثواب عزاءنا
و أنله خيرا في رحابك و اشمل ،،
بدوي أبو سديرة
*************
٨-
إلى رحمة الله شاعرنا الغالي
================
رأيت الشعر يبكيك افتخاراً
وتنتحبُ المدامعُ والمآقي
رثيتكُ يا أخي بدموعِ عيْني
وقد أدركتُ أن لا شيءَ باقِ
خلوقٌ حين تختلطُ السجايا
عفيفُ النفس مأمونُ الوفاق
أعارفُ رحمةً من عند ربي
تنالكَ عندَ بُعدكَ والفراق
رأيتُ الفيس مهتزاً حزيناً
وروضُ الشعر يبكي باحتراق
أبو بكر/ فلسطين .
عبد العزيز بشارات
*****************
٩-
في رثاء محبوبنا عارف عاصي
"ستظل في وجداننا"
نم في أمان يا حبيب الروح نم
نم حيث لا جرح يضح ولا ألم
نم هانئا فهناك لا قلق ولا
فزع ولا ضجر ولا هم وغم
وهناك لا قيد ولا أسر ولا
جند ولا عسس يدور ولا حشم
وهناك لا حكم بإعدام ولا
أمر سوى ما خطه العدل الحكم
نم في جواره مطمئنا إنني
قسما بعزته رأيتك تبتسم
يا شاعرا لم تنقطع أناته
من يوم أمسك بالكتاب وبالقلم
يا شاعرا لم تنقطع زفراته
من يوم أدرك أننا نحيا العدم
يا شاعرا رفض الحضيض ولم يرد
غير الصعود لقمة الطود الأشم
مرقاته القلم الأبي وعزمة
وقادة ودم يفور لأجل دم
وعقيدة ثارت على الجبروت لم
تقبل ركونا للمظالم والظلم
يا"عارفا"بالواجبات وناطقا
بالحق يا صوتا أبى أن ينكتم
الشعر من شفتيك بحر هادر
أمواجه تعلو على كل القمم
الشعر من شفتيك بركان كما
شاءت قريحتك الأبية يحتدم
الشعر من شفتيك دون منازع
سيف به تهوي على عنق الصنم
ما أكثر الأصنام في أيامنا!
كم فرقت بين القبائل كم وكم!
أنت"العصي"وأنت من لم يبتهل
إلا لربه كلما خطب ألم
جاوزت أشكال الحياة بسرعة
وأرحت في النعماء خيلك والقدم
ستظل في أعماقنا، ستظل في
آفاقنا رمز الشهامة والقيم
ستظل في وجداننا ستظل في
ألحاننا يا شاعري أحلى نغم
نم يا حبيبي لا تسل عن حالنا
بعد الفراق المر ماذا قد جثم؟
فلسوف تشرق شمسنا يا شاعري
ولسوف نرغم أنف من خان الذمم
ويعود للوطن الكبير أمانه
وسلامه ومقامه بين الأمم
في فتية يا شاعري في قدسنا
صانوا وما زالوا يصونون الحرم
في فتية في غزة الأحرار لم
يستسلموا للصاعقات وللرجم
بل كابدوا بل قاموا بل صاولوا
بل أرسلوا حمما تذل لها الحمم
كم قلتها"إضرب"فتلك رجومهم
كالعارض الهطال تقصف من ظلم
نم مؤمنا بالنصر واعذر دمعتي
واعذر دموعا ألهبت جفن الكلم
يا رحمة تهدى لروحك كلما
طلع النهار وكلما النجم ارتسم
سالم جلاصي
***************
١٠-
كم عشت عزيزا"
يا حبيبي أنت لم تنو الرحيلا
لا ولم تسلك إلى ذاك سبيلا
لم تودعني، ولم تنو فراقا
قاسيا يوقد في القلب عويلا
عد حبيبي لوداعي بعض يوم
عد وصافحني وحدثني قليلا
عد وساجلني بنص عبقري
ألقه في خاطري ظلا ظليلا
عد وأسعدني بروح الشعر إني
أعشق الروعة والحس النبيلا
عد فلي ذائقة تحتاج شدوا
يسكب الألفاظ فيها سلسبيلا
كيف يحلو لي سجال دون رشف
من ينابع بها تشفي الغليلا!
الحجا يخرج من لفظك درا
والرؤى تخرج نخلا وخميلا
والمعاني رائعات باسمات
زحزحت عن خاطري هما ثقيلا
والقوافي توضح الدرب وتمضي
كلما رافقتها كانت دليلا
عد وراسلني وقلي :يا صدييقي،
يا رفيقي، يا أخي يوما جميلا
عد وحلق بي فما مثلك نسر
في الأعالي يحضن المجد الأثيلا
عد فكم عشت عزيزا وأبيا
وكريما وخلوقا وأصيلا
كنت في أندائنا غصنا نديا
كنت في هيجائنا سيفا صقيلا
صادحا بالحق لم تلهج بزور
لا ولم تحفظ لغير الحق قيلا
آه يا "عارفنا" غادرتنا في
ساعة نحسبها دهرا طويلا
عسعس الحزن بهذا القلب حتى
حق للأدمع حزنا أن تسيلا
رب فارحمه وجد بالعفو يامن
حكمه لا يظلم الخلق فتيلا
سالم جلاصي
Salem Jlassi
*******************
١١-
٪٪٪أمنت بالموت٪٪٪
مِن بَعدِ (عارف ) دمعي بِالأسى شابا
وبالحنينِ فُؤادي فى الحَشا ذابا
أَبْكي لِأبْرُدَ مِن حُرَقٍ وما دمعي
إلّا كَنَفطٍ يزيدُ القلبَ إِلْهابا
أَمَنْتُ بالموتِ إلّا أنّ لي قلباً
لم يلقَ للدمعِ مِغلاقاً ولا بابا
عينايَ تبكي لأنّي قد فَقَدتُّهما
بِفَقْدِ مَن كان للعينين جذّابا
إنْ لم أرَ ما يَسُرُّ النّفْسَ أجْهَشَ بِي
مَن كان يملاءُها أُنْساً وإِطْرابا
أيَا تُراني إذا ما عِشْتُ هل سأرى
مِن بعدهِ مِثْلَهُ فى الناسِ أصحابا
مَن كان يذرفُ دمْعاً مِن مُفارقةٍ
فليس مِثْلي تُقَطِّعُ فيهِ أعصابا
إنْ كُنْتَ يا موتُ تختارُ التُّقاةَ لِما
أبقَيتني فوق هذا الحُزْنِ مُرتابا
فـ(عارف)كان بالأوصافُ أطيبُها
في شَخْصِهِ تملاءُ العينين إِعْجابا
مُصافِحاً في لِقاءِ الناسِ مُبْتسِماً
مُهذَّباً لَيِّنَ الأخـــلاقِ أوَّابــــا
ما أَلْفَتَتْ عينَهُ الدُّنيا وكم فتَحَت
لِجَذْبِهِ في دُنى الإِغراءِ أبْوابا
يا ليتني لم أرَ الدُّنيا تُصَيِّرُنا
بقاطِعِ الصوتِ والأنفاسِ أغرابا
ما مات (عارف) لكنْ طابَ فاختارت
ملائكُ الموتِ للفردوسِ ما طابا
يشتاقُ للنومِ عُشّاقٌ لعلّهُمُ
يرون بالنومِ فى الأحلامِ مَن غابا
وأنا أتوقُ لنومِ الموتِ كي ألقى
في جنّةِ الخُلدِ يومَ البعثِ أحبابا
أبو عائشة
محمد محمود الدريحيم
***************
١٢-
ولو لم يكنْ بالموتِ للعبدِ راحةً
لما كنتُ عن فعلِ المنيّةِ راضيا
ولا كنتُ بالصّبرِ الجميلِ مُرَقِّعا
تصبُّرَ قلبٍ مُهتَرٍ كَرِدائيا
وقد سالَ دمعُ العينِ وابيضَ نُورها
على عارفٍ مُذ صارَ في التربِ ثاويا
وقد كان مثل الشمسِ يُظهِرُ حِلمَهُ
لكلّ مُريدٍ للقريضِ وهاويا
إلى أن دعاهُ الموتُ وهوَ لمن دعا
مُجيبٌ ، وإن كان النَّدا منهُ نائيا
وقد كنتُ آملُ إن يقولَ قصيدةً
متى مِتُّ ينعيني بها مَن ورائيا
وها أنا ذا أرثيهِ في كل َدمعةٍ
جرت من فؤادي واستَبَدّت قوافيا
طَوَاهُ الرّدى طيَّ المَغيبِ لشمسِهِ
فأضحَيتُ لا أدري مِنْ الحُزنِ مابيا
أرى كل نجمٍ في البريةِ عُمرهُ
قصيرٌ ، وإن طالَتْ عليهِ اللياليا
على عارفٍ ناحَ القريضُ وذَرَّفتْ
حروفٌ غدّتْ أعشارُهُنَّ مآقيا
ألا أيها القبرُ الذي ضَمّ شاعراً
يضمُّ النّدا في ثوبهِ والأقاحيا
ترَفَّق بهِ وامدُد ذراعيكَ نحوه
كمدهما للطالبيهِ المعاليا
وقُل يا إلهَي جُدْ عليهِ برحمةٍ
تُروّيهِ ريَّ الهاطلاتِ الغَواديا
عفان اسماعيل سليم
*****************
١٣-
في رثاء شاعرنا الحبيب
عارف عاصي رحمه الله وآنسه
===×××===×××===×××
اي حزنٍ وأي دمعٍ صبيبِ
يفتدي الفقد للحبيب الأديبِ
تتهامى الدمعات حرّى لوجد
من عيون ما غفت لمصيبِ
لفراق المّ بالطود صبحاً
صدّعَ الهولُ باكيا بالغروبِ
وقف الشعر حائرا في ذهولٍ
وطغى الحزن من عظيم الخطوبِ
وحنى الزهرُ رأسه في خشوعٍ
وخبا اللحن في جميع السهوبِ
كان نجما فخرّ حين توارى
عارفُ الدين والكلام النجيبِ
كل بوحٍ من سجايا كريم
حمل الصدق في كفاح عجيبِ
ذاد دوماً عن حمى كل حرّ
ويراع ثابت عند الكروبِ
كم تغنت له الأقلام جذلى
فهي اليوم في نشيج النحيبِ
طاهر القلب واللسان تسامت
روحه فجاةً للسميع القريبِ
ربّ أوسع بقبره كل ضيق
وأنر دربه يوم هول الدروبِ
وتقبلْهُ في عبادك والطف
بقلوب أُفزعت من لهيبِ
الى رحمة الله وأنسه
يا اخانا الحبيب
نضال مهيدات
***************
١٤-
(في رثاء أستاذي الجليل
الشاعر عارف عاصي
رحمة الله تغشاه)
بَكَتِ الحروفُ وناحت الاشعارُ
إذْ غابَ عنها الشاعرُ المغوارُ
تأتي المنايا عاصفاتٌ بالورى
فتغيب عن أحبابها الأخيارُ
مهما نعش بحياتنا لا بُدَّ أنْ
تأتِ الخطوبُ وتنزلُ الاقدارُ
فالموتُ حقٌّ والفراقُ مُقَدَّرٌ
وحياتنا بِيَدِ القديرِ تُدارُ
زَمنٌ قصيرٌ في الوجودِ نعيشهُ
ونموتُ مهما طالت الأعمارُ
والمرءُ إنْ نزلَ القضاءُ بساحِهِ
لم يُثْنِهِ الأحبابُ والأنصارُ
يا أنبلَ الشعراءِ ما غابَ السنا
أبداً فليست تُحجبُ الأقمارُ
لو غابَ جسمُكَ لم تزل بسمائنا
بدراً تُعانقُ طيفهُ الأنظارُ
هذا ضياؤكَ في المنابرِ ساطعٌ
خَجِلتْ أمام سنائهِ الأنوارُ
هذا مدادُكَ في النسائمِ عابقٌ
بعبيرهِ تتنفسُ الأزهارُ
سيظلُّ حرفُك للنفائسِ قبلةً
يأوي لها الأدباءُ والشُعّارُ
وتظلُّ فينا خالداً يا سيّدي
ما عاشتِ النجباءُ والأحرارُ
يا رائدِ الشعرِ الرصينِ تحيةً
نَفَحَاتُها الإجلالُ والإكبارُ
قد كُنتَ رمزاً للمروءةِ والندى
وصفاتكَ الإحسانُ والإيثارُ
أرثيكَ كيفَ وهل تفيكَ مشاعرٌ
أم هل تُحيطُ بقدرِكَ الأشعارُ؟
نَمْ في سلامٍ فالكرامُ كواكبٌ
والمكرُماتُ عبيرها التذكارُ
نَمْ أيها الشهمُ الكريمُ بجنةٍ
غرَّاءَ تجري تحتها الأنهارُ
يا رَبُّ أسْكِنْ في الجنان فقيدنا
واْرحمهُ أنتَ الراحمُ الغفَّارُ
الشاعر/ عبده مجلي
*****************
١٥-
بكاء القصيدة
الـضـاد تـبـكي وهــذا الـحزن يـكفيها
ودمـعـها الـسـيل يـجـري مـن مـآقيها
وشِـعرها شـاخصٌ مـن هـول صدمته
ولـلـبـيـان نــصـيـب فــــي مـبـاكـيـها
أرى الـقـصيدة تـمـشي فــي تـأسـفها
فـمـن ســواك سـيشدو كـي يـواسيها
رأيــتـهـا طــفـلـة حــلــت ضـفـائـرهـا
ووجـهـهـا شــاحـب يـحـكي مـراثـيها
نـشـيـدها شـهـقة يـبـدو الـنـواح بـهـا
بــيــن الـزفـيـر ألـيـمـا ثـــم يـطـويـها
تـقول يـا عـارف الأغـصان يـا شفتي
ويــا رحـيـق زهــور كــان فــي فـيـها
قــامـت مـكـسرة إذ لــم تـجـد أحــدا
عـــذب الـقـوافي وبــالأوزان يـغـريها
كــأنـهـا غــربــة حـــل الـغـريـب بــهـا
كــأنـهـا الــشـاة والأحـــزان تـشـويـها
تـلـعـثم الــحـرف مـخـنـوقا بـعـبـرته
ولــلـبـلاغـةِ هـــــمٌ صـــــار يــكـويـهـا
يــداك مـثـل طـبـيب كــان يـفـحصها
وفـــي أنـــاة وفـــي رفـــق يـداويـهـا
مـهـندس فــي بـنـاء الـشـعر تُـحِـكمه
فــوق الــذرى شـامـخا يـغزو أعـاليها
مُـعـلِّـم عــالـمٌ بـالـنـحو فـــي شـغـف
بـالـصـرف تـضـبـط الـفـاظا وتـبـديها
وكــنـت خــيـر رفــيـق لـلـرفـاق بـمـا
آتــــــاك ربـــــك أخـــلاقــا تـحـلّـيـهـا
ومهجة الصحب مثل القدر قد أرقت
فــوق اللهيــب ونــار الـبـؤس تـغليها
يــا عــارف الـشـعر يــا مـرتاد مـربده
يــا عـاصـي الـزيـف إرشــادا وتـنبيها
إصـعد فـدتْك بـلادٌ قـد صـدحْتَ بـها
لــحــنـا جــمــيـلا بـقـيـثـار يـسـرّيـهـا
وقــمـت بـالـقـلم الـمـسنون مـمـتشقا
تـسـتجلب الـنـصر مـشتاقا لـترضيها
كــانــت تــــودك لــلأفــراح مـلـهـمـها
وقــد رحـلـت فـكـم تـحـتار تـشـبيها
يـنـعيك كــل عـكـاظ مــن فـصـاحته
وذي الـدنا اتـشحت إذ لـم تـعد فـيها
الشاعر الحسن عباس
******************
١٦-
إلى روح الشاعر الرقيق الطيب
عارف عاصي
رثاء تلميذ لأستاذه
.........................
من بعد فقدك حُرِّقَت أجفاني
أنت الشقيق بمهجتي وكياني
تأتي وتغدو بالخواطر والنهى
وتزيد قربا كلما أغراني
ذاك اليراع عن الجمال فطمته
ونسجت درا في عيون زماني
وأراك في كل المواقف حاذقا
وعرفت أنك سامق ببيان
وقرأت شعرك لا سماء تحده
وحملت عنك العلم للإنسان
فرأيت وجهك في اكتمال ضيائه
وبغربة العيش الكريه مكاني
ووقفت طودا رغم كل زوابع
وربحت حبا صادقا أحياني
كم سر قلبي من صرير يأتني
عبر الأثير يحث من أشجاني
يا عارفا أنت الغني تألقا
وتجود سحر العزف والألحان
وتركت من كل العيون معالم
ونسيج شعر حالم أثراني
ها قد تجلى في المروج محلقا
بسط الجناح على المدى فرآني
فلمثلك الحور الحسان وخيمة
فيها النعيم وذروة الإحسان
منصور غيضان
*****************
١٧-
عزَّ الرَّحيلُ فدمعُ العين سيَّالُ
تبكي لِعارِفَ من للنورِ أطلالُ
الله يعلمُ أنَّ الحقَّ ديدنُه
يرعى الأمين إلى الوافين ميَّالُ
رُحماك ربِّي فهذا الضَّيفُ نعرفُه
خُلقٌ تعالى من الإيمان ينهالُ
في كلِّ صُبحٍ ترى الألحان شاديةً
تروي القُلوبَ كما للشهدِ إقبالُ
عينُ الضِّياءِ حروفُ الشِّعرِتشهدُه
ما كان يوما من الأوهام يكتالُ
اللحنُ يعرفُ أنَّ الصِّدقَ مرتعثه
تلك القوافي لها في النَّاس إجلالُ
صدَّ الرِّياءَ فما في الصِّدرِ مُختزنٌ
إلاَّ الهناءُ على الأهداب يختالُ
نستودِعُ الله أوَّابا يُكرِّمُه
هذا الذي ما له في الحقدِ موَّالُ
عبدالرزاق أبو محمد
*********
١٨-
رحم الله أبي الثاني
ورفيقي الطيب
الشاعر عارف عاصي
أضناكمُ في الدهر ما أضناني
أبناء عارف كلكم إخواني
إني نظرت لكي أعيش للحظة
طول المدى ألقاه أو يلقاني
صهيب شعبان
**********
١٩-
فتحتُ الفيسَ لا ربحتْ يميني
ولم أعرف شكوكي من يقـيني
صُدمتُ وقد نعى الناعون شيخاً
هو الأخــــلاقُ ذو أدبٍ مبــــينِ
رحلتَ عن الدنا وتركتَ ذكراً
يضخُ الخير فى نبض الوتين
عليكَ سلامة الرحمـــن ربي
ورحمة ربنا تمحـــــو أنيني
والله ماحدثني ولا حدثته قط
غير أني أحبه فى الله
حمد حسن علي
***************
٢٠-
صديقي
الشاعر عارف عاصي
في ذمة الله
يا عارف الشعر ان الشعر يعتكف
عن كل حزن رثاء اليوم يختلف
رحلت والحرف في مثواك منحدر
يبكي فقيدا به الأوصاف تتصف
هو الرزين روت أوزانه ورعا
عن زاهد من علوم الدين يرتشف
عن كاتب ناصر المظلوم مفتخرا
وسار في الحق والأقوام تنحرف
كل الملاحم في الأعماق حاسرة
على ثرى الراء تنعى الثاء والألف
نظمت يا مصر سلوانا وفي يمني
حزن على راحل بالوجد ينتصف
يا رائد الحرف سيل الحبر من ألمي
في مقلة الوجد والأحداق يرتجف
حباك ربك من فردوس جنته
نهرا مع سيد الأبرار تغترف
بلال العباب
************
٢١-
يا شاعري يا زهرةَ البستانِ
في الناسِ شِعرُكَ عابقُ الريحانِ
ذرفَ المدادُ الدمعَ بعد رحيلِكمْ
والحرف صارَ كتائهٍ حيرانِ
هو عارفُ بن الضادِ نجمٌ ساطعٌ
عنا تَرَّجَلَ يا بني العُربانِ
للهِ دَّرُ قبيلِ "عاصي" حقُهمْ
يتفاخرونَ بشاعرٍ ذي شانِ
أبصرتُ فيكَ دماثةً وتلطفاً
يا أيها المتهجدُ الرباني
عِشْ في ابتهاجٍ بين أحضانِ السما
عندَ المليكِ الغافرِ الرحمانِ
رحماكَ يا ربي بشاعرنا الذي
ملأ العقولَ بفطنةٍ وبيانِ
أيمن عبد الباسط
________________
________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق