اطلت كومضة برق خلسة، وجلست القرفصاء رفق بعض الصحويبات على بعد ياردة خلفه.
ومن ثم أطلقت ضحكة صارخة تلاها آخر، فعم السكون أرجاء المطعم
كما لو أن حدث خاص وفريد على وشك البدء.
أخذ الطعام يتساقط من يديه المرتجفة كمن تعرض لصعاقة
"ليتها وقفت عند فتات الخبز المتساقطة فقط!"
زمجر لي لاحقا ، ما أنه كان ينحت الحروف قبل مجيئها إلا إن الكلمات لم تكن تخرج، او لعلها صوته هي التي اختفت. تزاحمت مشاعر متناقضة ومرعبة صدره كعادته في مثل هكذا ظروف،
من جانب لذة أن يفعل لا شيء سوى استرقاق السمع، و في جانب الآخر رغبة جامحة تحثه التفات نحو مصدر القهقات تلك التي كانت لا تزال تطلقها بين الفينة والأخرى.
الا انه لم يتمكن من ذلك فقد سرت في جسده قشعريرة أصابت نصفه الايسر بالتنمل الجزئي مما حال دون ان يرى.
او بمعنى اوضح
"لم يعد الشعور بالمكان والزمان ممكنا وقتها" حسب قوله
وأضاف "نال مني الحياء كعذراء على وشك تسليمها الى زوجه" ذلك لانه أن كانت هناك ثمة شيء يشير الى حركة في اعضائي المخدرة "فأنها دوران مقلتيي داخل محجريهما كأنهما تبحثان عن الهروب" كما أردف صحابنا.
ومن ثم استطرد قائلا:
" كانت سطوع صوتها و وضوحها أعلى من اي شيء آخر سبق وان مررت بها سابقا".
كان لا يزال يسترق السمع إليها بكل أنتباه كما لو كآنت تحدثه هو، هذا ولم يتحرك من مكانهةشبرا يبدو بأن الفضول قد ولى ادباره هاربا.
حسنا لم يهرب كليا فقد كان عليه النهوض بعد انتهائه من وجبته للاغتسال، حينها
"لا اتزكر سوى صراخ الشخص الذي كان يجلس بقربي قائلا:
"ماذا دهاك يا هذا، ألا تراى ام ماذا؟"،
فقد وطئت على قدمي".
في حالته تلك كان كن الطبيعي ان لا يجد كلمة يعتذر به لذاك الشخص، اكتفي ببسمة بلا معنى وهمم بالنجاح.
، Maguith Deng
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق