بقلم/ المصطفى نجي وردي
وحدي أشرب صهد
طفولتي
في الحانة الضيقة
جنب رفوف كنانيشي
والمقابلة للذاكرة..
أرقب وأنبش..
وهي تطل من كروم
طالها الجفاء
والجفاف..
تتأمل صباي
والأشجار توجه ظلها
نحوي..
والريح عادت خفيفة
هذا المساء
من رحلة انكسار
تمد لي جسدها العاري
لأعبر فوقه..
لأعانق زمن الانفلات
وأزاحم المقاسات البعيدة..
حيث لا أجراس ولا زبائن
يتناولون فطور الصباح..
إلا من قطارات ضاعت بركابها...
لم أعرف أن المسافة
أقرب من تلك الليلة
الخرساء..
على ريشة هواء...
مهمة صعبة أن أجمع
بين عينين مغمضتين
وظلام في الظلام...
وفي الشارع الخلفي
أسابق الماء وحزمة من
ذكريات...
أفكر في التاريخ الذي لم يسجل
صباي..
وفي الشعوب التي مرت
من هاهنا..
وفي الحروب التي خضناها
ونحن صغارا..
أفكر في الشاعر الذي يبحث
عن الرموز..
وعن الشاعر الذي انتحر
وعن الذي يبحث عن مفاتيح
لتلك الكلمات..
فيفاجئني الصوت
يتجول في الذات...
ولأني ولدت في يوم ماطر..
زخات تمطرني
وغيمة عابرة تزاور جهة
اليمين..
تطل على جفاف ذاتي
وتشحب على الشفاه..
وتسائلني عن عدة أشياء
كانت لي..
ولم أدر سر هذا الغباء...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق