الخميس، 11 نوفمبر 2021

الإسماعيلية -بين المحافظات بقلم السيناريست/ عماد يوسف النشار عضو اتحاد كتاب مصر

 


بقلم السيناريست/ عماد يوسف النشار 

عضو اتحاد كتاب مصر 

في أقل من أسبوع فقط مجموعة من الجرائم البشعة تفجرت في عموم البلاد عقب  جريمة الإسماعيلية النكراء ، والتي تعد ظاهرة نادرة الحدوث في مجتمعنا بالنسبة لقصر المدة التي تفصل بين كل جريمة وأخرى حتى باتت الساعات القليله هي التى تفصل بينهم ، جرائم كل واحدة فيهم تهز اكبر المجتمعات ، لأن أغلبها جرائم أسرية تهدد الأمن والسلم الإجتماعي ، وتجعل أي حكومة مهما بلغ إنجازاتها ، لن أفرط في الخيال وأقول أن تتقدم باستقالاتها ، أو إقالة القائمين على الكيانات الرسمية المعنية بالدين والتعليم والإجتماع والثقافة والإعلام ، ولكن على الأقل مراجعة هذه الكيانات ومحاسبتها ، بعدما فشلت فشل  زريع في تأدية مهمتها المكلفة بها ، والتي تستنزف مليارات الجنيهات من خزينة الدولة دون مردود حقيقي أو عمل جاد لآلاف الموظفين الذين يتقاضون رواتب ومكافآت وحوافز وبدلات ، من أول يوم لهم في التعيين حتى بلوغهم سن المعاش الذي يتقاضون عنه متجمد  نهاية خدمتهم في التقاعس والإهمال واللامبالاة وإهدار المال العام وتعطيل مصالح الخلق ، ثم معاش لهم يصطحبهم في الباقي من حياتهم ويوّرث بعد موتهم ،   والغريب في الأمر لم نسمع عن طلب إحاطه أو استجواب قام به نائب من نواب الشعب بغرفتيه ، رغم تجوّل قافلة  الجرائم البشعة التي أقلعت  من محافظة الإسماعيلية حاملة رأس أحد الضحايا التي تم فصلها في منتصف الشارع وفي وضح النهار لباقي محافظات مصر ، لتصل إلى محافظة الدقهلية حيث الشاب الذي أحرق أخته بسبب خلافات على الميراث ، ثم حطت رحالها في القاهرة ، حيث المسن الذي حرق وجه ابن أخيه بسبب عشرون جنيه ، لتنطلق مرة أخرى لكفر الشيخ للزوج الذي أحرق زوجته وأسرتها بمياه النار ، وتحل ضيفة على محافظة  الفيوم عند الزوج الذي  قتل حماته بعدما إحتجز زوجته وأولاده كرهائن ، لتعود مرة أخرى لمحافظة كفر الشيخ حيث ثلاثة طلاب ثانوي قاموا بذبح زميلهم ، ثم توجهت لمحافظة الإسكندرية للإبن الذي قتل والديه من أجل إرضاء زوجته ولم يستمع لتوسلات أمه القعيدة وأصر على ذبحها ، لتبقى في محافظة الإسكندرية لتوثيق عملية انتحار لطالبين أحدهم في كلية الطب والآخر في كلية الهندسة ، لتطير  قافلة الجرائم إلى الصعيد حيث محافظة سوهاج لتشهد أبشع كل هذه الجرائم نظراً للفئة العمرية والبيئة الحاضنة وسبب إرتكابها ، والتي تعود وقائعها لطفلين شاهدا  فيلم إباحي في الهاتف وقاما بإختطاف طفلة عمرها سنتين وذهبا بها وسط الزراعات وحاولا إغتصابها ، وعندما علا صراخها ، خافا من افتضاح أمرهما ، فقاما بقتلها بعدما حملاها والقاها  في فتحة ترعة مغطاة .

الواضح في كل الجرائم البشعة التي ارتكبت على مدار أسبوع فقط ، عدم إقتصارها على فئة عمرية معينة ، فأشخاص مرتكبيها ضمت المُسن والشاب والطفل ، كما أن أغلبها بريئة من تعاطي المخدرات أو التقاعس الأمني ، ورغم ذلك لم نسمع أيضاً عن مثقف ليبرالي تنويري حر متحرر استنكر كل هذه الجرائم الأسرية والإجتماعية وحمّل الجهات المعنية المسئوليه عن تلك الكوارث ، وكال لهم الإتهامات كما فعل مع الصيدلي  ، ولم يخرج علينا مشهور بلا قيمة ولا مضمون ، ليمثل علينا دور الغيور على سمعة الوطن ، بل للأسف ، مرت كل هذه الجرائم دون وقفة حقيقية مخلصة للتصدى لها ، والبحث في أسبابها المعلومة للجميع ، ومحاسبة المقصرين والعمل على وقف نزيفها بالحكمة والعلم والأمانة التي سنسأل عنها ، قفوهم إنهم مسئولون .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بلال صبري يعلن موعد عرض "أوراق التاروت" في يناير المقبل بمشاركة رانيا يوسف وسمية الخشاب ومي سليم

  أكد المنتج بلال صبري أن فيلمه المنتظر "أوراق التاروت" سيُعرض في 10 يناير المقبل، مُشيدًا بأداء طاقم العمل المميز الذي يضم كوكبة ...