بقلم السيناريست/ عماد يوسف النشار
عضو اتحاد كتاب مصر
في أقل من أسبوع فقط مجموعة من الجرائم البشعة تفجرت في عموم البلاد عقب جريمة الإسماعيلية النكراء ، والتي تعد ظاهرة نادرة الحدوث في مجتمعنا بالنسبة لقصر المدة التي تفصل بين كل جريمة وأخرى حتى باتت الساعات القليله هي التى تفصل بينهم ، جرائم كل واحدة فيهم تهز اكبر المجتمعات ، لأن أغلبها جرائم أسرية تهدد الأمن والسلم الإجتماعي ، وتجعل أي حكومة مهما بلغ إنجازاتها ، لن أفرط في الخيال وأقول أن تتقدم باستقالاتها ، أو إقالة القائمين على الكيانات الرسمية المعنية بالدين والتعليم والإجتماع والثقافة والإعلام ، ولكن على الأقل مراجعة هذه الكيانات ومحاسبتها ، بعدما فشلت فشل زريع في تأدية مهمتها المكلفة بها ، والتي تستنزف مليارات الجنيهات من خزينة الدولة دون مردود حقيقي أو عمل جاد لآلاف الموظفين الذين يتقاضون رواتب ومكافآت وحوافز وبدلات ، من أول يوم لهم في التعيين حتى بلوغهم سن المعاش الذي يتقاضون عنه متجمد نهاية خدمتهم في التقاعس والإهمال واللامبالاة وإهدار المال العام وتعطيل مصالح الخلق ، ثم معاش لهم يصطحبهم في الباقي من حياتهم ويوّرث بعد موتهم ، والغريب في الأمر لم نسمع عن طلب إحاطه أو استجواب قام به نائب من نواب الشعب بغرفتيه ، رغم تجوّل قافلة الجرائم البشعة التي أقلعت من محافظة الإسماعيلية حاملة رأس أحد الضحايا التي تم فصلها في منتصف الشارع وفي وضح النهار لباقي محافظات مصر ، لتصل إلى محافظة الدقهلية حيث الشاب الذي أحرق أخته بسبب خلافات على الميراث ، ثم حطت رحالها في القاهرة ، حيث المسن الذي حرق وجه ابن أخيه بسبب عشرون جنيه ، لتنطلق مرة أخرى لكفر الشيخ للزوج الذي أحرق زوجته وأسرتها بمياه النار ، وتحل ضيفة على محافظة الفيوم عند الزوج الذي قتل حماته بعدما إحتجز زوجته وأولاده كرهائن ، لتعود مرة أخرى لمحافظة كفر الشيخ حيث ثلاثة طلاب ثانوي قاموا بذبح زميلهم ، ثم توجهت لمحافظة الإسكندرية للإبن الذي قتل والديه من أجل إرضاء زوجته ولم يستمع لتوسلات أمه القعيدة وأصر على ذبحها ، لتبقى في محافظة الإسكندرية لتوثيق عملية انتحار لطالبين أحدهم في كلية الطب والآخر في كلية الهندسة ، لتطير قافلة الجرائم إلى الصعيد حيث محافظة سوهاج لتشهد أبشع كل هذه الجرائم نظراً للفئة العمرية والبيئة الحاضنة وسبب إرتكابها ، والتي تعود وقائعها لطفلين شاهدا فيلم إباحي في الهاتف وقاما بإختطاف طفلة عمرها سنتين وذهبا بها وسط الزراعات وحاولا إغتصابها ، وعندما علا صراخها ، خافا من افتضاح أمرهما ، فقاما بقتلها بعدما حملاها والقاها في فتحة ترعة مغطاة .
الواضح في كل الجرائم البشعة التي ارتكبت على مدار أسبوع فقط ، عدم إقتصارها على فئة عمرية معينة ، فأشخاص مرتكبيها ضمت المُسن والشاب والطفل ، كما أن أغلبها بريئة من تعاطي المخدرات أو التقاعس الأمني ، ورغم ذلك لم نسمع أيضاً عن مثقف ليبرالي تنويري حر متحرر استنكر كل هذه الجرائم الأسرية والإجتماعية وحمّل الجهات المعنية المسئوليه عن تلك الكوارث ، وكال لهم الإتهامات كما فعل مع الصيدلي ، ولم يخرج علينا مشهور بلا قيمة ولا مضمون ، ليمثل علينا دور الغيور على سمعة الوطن ، بل للأسف ، مرت كل هذه الجرائم دون وقفة حقيقية مخلصة للتصدى لها ، والبحث في أسبابها المعلومة للجميع ، ومحاسبة المقصرين والعمل على وقف نزيفها بالحكمة والعلم والأمانة التي سنسأل عنها ، قفوهم إنهم مسئولون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق