بقلم الكاتبة أسماء عضلا
دخلت الباب كانت هناك في حجزتها، قبّلتُ رأسها ويديها
بحبٍّ كبير ناديتها أمي بصلابة الحقد أخذتني في حضنها وطبطبت على كتفي فرحتُ كثيرا بغباء البديهة فرحت، لم تُداهمني الشكوك أبدا أنها تُخفي في جعبتها سُموما، مكرا وغدرا
ولؤما كبيراً أبدا لم يخطر ببالي أنها ستلعنُ وصالي او ستطردني او تشتمني
احترمتها وشفقتُ عليها للشيب الذي غطى رأسها وللتجاعيد الصلبة التي حفرت وجهها ولعظام ركبتيها التي تُحدث صوتا غريبا كلَّ الغرابة!!!
كنتُ كل صباح اُغير لها ملابسها وأسرح لها شعرها وأعطرها وأعد طعاما لذيذا للفطور معها، كان هاجسي الوحيد ان اجعلها سعيدة وان املأ فراغ ابنتيها اللواتي لا يكثرتن لأمرها ببساطة لأنهم اعتبروا زوجة اخيهم هي الخادمة الجديدة، حاولتُ إرضاءها بجميع الطرق، كنتُ حين يحين موعد الغداء أعد مائدة شهية كان لا يهمني ان اتعب او أمرض بل كان همي الوحيد إسعادها يأتي زوجي ونجتمع على الأكل فإذا بي كلما رفعتُ رأسي أراها تُحدق بي بشكل غريب كل الغرابة وكأن عينيها يُفصحان عن مدى كُرهي ومدى الغيرة السامة التي تتملكها تُجاهي وكأنها تريد الانقضاض عليّ وبرحي ضربا شديدا ثم تقوم بطردي كالكلاب، بدأت أشعر ومن خلال تصرفاتها معي وكلامها انها لا ترغب برؤيتي، شاءت الأقدار وحملت بابنتي "لينة" حالتي أصبحت مزرية لا استطيع حتى الوقوف على قدماي، أوجاع حادة على مستوى معدتي وبطني تسعة أشهر والزاد لم يثبت في جوفي كلما اكلت استفرغت سار روتينا صعبا للغاية زوجي هو الذي يرعاني يُنظفني ويلبسني ملابسي أصبحت كالميتة لا أشعر بأطرافي وحتى عائلتي بعيدة عني أوقات عصيبة جدا، غربة وعذاب و كورونا وهذه الآلام كلها لم تُشفق على حالي هذه المرأة كل يوم عندما يخرج زوجي للعمل تبدأ بشتمي وسبي بأسوء الشتاءم والدعاء علي بالباطل حسبي الله ونعم الوكيل، امرأة أرادت من إبنها رجلا لها أرادت ان يبقى معها وحدها لن يتزوج ولن ينجب أبناء لكن إرادة رب العالمين اكبر زوجي رجل طيب ولم يرضى بالظلم ابدا وقف إلى جانبي حتى تجاوزت محنتي وانجبت ابنتي لكن المرأة الخطيرة ظلت تهاجمنا لدرجة رفعت على ابنها دعاوي عدة بالباطل فضلت سجنه ونسيت فضله عليها طيلة 47 سنة مضت هذه هي المرأة الخطيرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق