بقلم/ هدى غازي
————————-
عنوان يطلق على الجنسين ولكن مجتمعاتنا العربية جعلته محصورا بالنساء فقط ،
صفة ترافق من تجاوزت سن الزواج مدى الحياة
النظرة الى مفهوم العنوسة تختلف عالميا وتثير الغضب عربيا وبالنسبة لي فانني أفضل مصطلح أعزب أو عزباء
لثقل ما تحمله كلمة العنوسة من تحليلات باطلة تناقلتها مرارة الألسن على مر العصور
لكل منا عالمه الاجتماعي وبيئته الخاصة التي تدفعه إلى ممارسة حياته وفق مناخاتها المتنوعة
هناك من يجبرون على الزواج مبكرا تماشيا مع عادات توارثتها الأجيال المنغلقة
وهناك من يختار شريكه بحب وقناعة
وهناك من اختار الحرية والعزوبية بكامل إرادته رغم كثرة الفرص المتاحة لدخول القفص الذهبي
وفي شتى الأحوال فإن الزواج قرار شخصي
ولا ينبغي على المجتمع وأهله أن ينظروا إلى المعتكفين عنه بطريقة سلبية ..
بالرغم من تطورات العصر لا زالت النظرة مجحفة ولا ترحم والافكار المتخلفة راسخة بأن مستقبل الفتاة الواعد في بيت زوجها وضمانة العيش الكريم في كنف الرجل فقط والا ستكون عالة على أهلها وسيحملون همها مدى الحياة ،
ولو قلبنا المعادلة لوجدنا أن الكثيرات من الفتيات وجدن سعادتهن في نجاحهن وكسرن أحكام الأمس وضغوطاته النفسية ، ليس تمردا أو تحريضا إنما هي حالة اجتماعية وإن وقعت يجب أن تستمر الحياة بوجهها الطبيعي خالية من مساحيق الشفقة فالعزوبية ليست حالة مرضية تنتظر الشفاء ،
مستقبل الفتاة يجب أن يشحن بتعزيز ثقتها بنفسها وحثها على المضي قدما بعلمها ودراستها وتمكينها من الشموخ كنخلة مهما اشتد حر الحياة ،
ولا يمكننا أن ننكر بأن تغير العصر والتطور الاجتماعي جعل اولويات المرأة ارضاء طموحها الفكري والعملي فانهمكت بدراستها وتحقيق ذاتها مما أدى الى تأخر سن الزواج او حتى الغائه دون تردد أو أسف ،
من فاتها سن الزواج لن تترجل عن صهوة العيش الكريم فربما كان سقف طموحها أعلى من أن تمسّه العادات البالية ،
ظاهرة تتصاعد نسبتها في عالمنا العربي سنويا ويعود ذلك لعدة اسباب ومنها الاوضاع الاقتصادية المتردية والبطالة التي كبلّت تحركات الشباب وجعلتهم عبيدا للظروف القاسية، كما ان لازدياد حالات الطلاق تأثيرا سلبيا على الفتيات في الإقدام على هذه الخطوة مبكرا وقد يلعب الأهل دورا اساسيا في برمجة حياة الفتاة في تشجيعهم او رفضهم للزواج ..
هناء أحبت وهاجر حبيبها قاصدا بحور الرزق في الخارج فأغوته حوريات الغرب ..لم يعد وبقيت هناء أسيرة العشق الاناني لبقية حياتها ،
منى لم تقتنع بالزواج المبكر فحصدت أعلى الشهادات وأهم الوظائف وفي سن الزواج لم تقبل والدتها تزويجها كونها المعيلة الوحيدة لعائلتها فرافقتها العزوبية في مشوار الحياة ،
لسوسن صديقات رائعات تزوجن وتطلقن خلال مدة قصيرة فتسربت خيباتهن إلى عمق قراراتها فسلكت طريقا لا محطات فيه لقطار الزواج ..
فادي تخطى الاربعين ولم تسعفه ظروفه المادية لبلوغ مبتغاه فتأقلم مع واقعه المرير
نماذج تعددت وختمت المؤسسة الزوجية بختم الفشل
في نظر الكثيرين ...
كما ان اختلاف النظرة للزوج او الزوجة المثالية يفاقم حدوث هذه الظاهرة ويزيد من ضغوطات أصحابها النفسية ،
ولهذا كله دعونا نكفن هذا المصطلح السخيف ونشيعه إلى مثواه الأخير ونردد " دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن الا خالي البال ..ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق