المصطفى نجي وردي
قد أضعتَ الوطن الذي
أعشقه
وتسكنه أنت..
فلا تسألني عن خريطته
في عينيك رصدتُ
ورسمت قريتي
وأسكنتُ عشيرتي
ونثرت عليها حروف أبجديتي
ولغتي
وضادي
وهناك دفنت رفاتي
ونمت...
إن سألتَ عن ذكرياتي
أحيلك لموطن صبايَ..
للتربة التي كستني
وغطت عرائي
فخشيت ألا يطول شميمها
فسيجت مساحاتها...
على سريرتي
أكتب وجه الشمس
وفي محفظتي أحمل قريتي
ومنفاي
وأكشف للغيم ضيائي
وأعبر الفدادين صباح
مساء
وجنون النهار يراقبني
وأنا أقطع دابر فضولي
وعطش تربتي
أُمرٌِنُ ساقيٌَ على المسير
وللسير أجهز نفسي..
وأنا الفتى الصغير
أحمل ثقبا في ذاكرتي
وعيٌاً في لساني
أقاوم
وأنازل الصواعق
والأهوال...
وها أنا قد كبرت
وكبر الحلم معي
وبقيت ذاك الطفل
الأبي الذي لا يكبر
أتلقف ما تبقى مني
وأُنصِتُ لدوي يومي
وصيحات نهاري
وأشاكسني مراتٍ
كلما هاج وجدي
وغار دمي في شراييني
أدقق..
أتحقق..
أنبش الرمل
وأدفن شظاياي
وأنام ملء جفوني
وشريط الطفولة يعبرني
فأعقد صلحا
هدنة..
وأتبع ريح الصباح
ونسائم الوحشة تدغدغني
بين الفينة والفينة..
28\8\2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق