بقلم/د عبده عبد الرازق أبو العلا
إنَّ الـهـوى نبـضُ الـفـؤادِ إذا نـمـا----وتغلغلَ القـلـبَ الـمحـبَ مُطَمطِمَا
وكـأنّــه نَـبُـــعُ الــزُّلالِ لـيَـرتَــوي----ذاكَ الـمُحِـبُّ بِعِشْـقِــهِ فَـتَـنَـسَّـمـا
إنَّ الهوى إن كـنـتَ تسألُ شـاعرًا----لَـتَـرَاه بـيـنَ الـعـاشقـيـنَ مُـكَـلَّـمـا
قَـاْلُـوْا عَـنِ الْحُـبِ ارْتِبَاْطًـا واصلًا----نحو الهوى يروي محبًّـا مُـغـرَمَـا
ولـقَـدْ نَصَحْتُ الْعَـاْشِـقِـيْـنَ بِـأَنَّهُـمْ----يَهِمُونَ سَعْـيًـا لِـلْـفُـؤَاْدِ كَـمَـاْ رَمَـىْ
أَحْـبِـبْ كَـمَـاْ شَـاْءَ الْـفُـؤَاْدُ فَـقَـلَّمَـاْ----نَـاْلَ الْهَـوَىْ صِدْقَ الْمَشَاْعِرِ قَـلَّمَـاْ
وَدَعِ الْفُـؤَاْدَ يَعِيْشُ نَبْضًا فِيْ هَوًى----لِـلنَّـفْسِ وَاحْـيَـاْ عَـاْشِـقًـا وَتَـعَـلَّـمَـاْ
فَـالْعَيْشُ مِـنْ غَـيْرِ الْهُـيَـاْمِ مُحَـرَّمٌ----كَيْفَ الْمُقَـاْمَـةُ دُوْنَ عِشْقٍ كَـيْـفَـمَـاْ
فَـالرَّكْبُ فِيْ بَحْـرِ الْهَـوَىْ مُتَكَـرِّمٌ----وَالْعِشْـقُ فِـيْ قَـلْبِـيْ أَرَاْهُ الْأَكْـرَمَـاْ
يَاْلَـيْتَ مَنْ عَرِفَ الْهَـوَىْ يَتَحَـدَّثُ----حَتَّىْ يَسِيْـرَ بِـذِي الْـحَـيـاةِ مُـعَـلِّـمَـاْ
فَـالْـحُـبُ رَوْحٌ لِـلْحَـيَـاْةِ جَـمِـعِـهَـاْ----كَالْـمَـاْءِ رَاْوٍ بَــاْتَ فِـيْـنَـاْ الْأَقْـوَمَــاْ
وَهُـوَ النَّسَـاْئِـمُ حَـاْمِـلَاْتُ عَـبَـاْئِـقٍ----فَـالنَّـفْسُ تَـرْقَىْ إِذْ تَـعُـدُّهَـا سُـلَّـمَـاْ
كَـمْ مِـنْ دِمَـاْءٍ بِالْعُـرُوْقِ تَـوَقَّـفَـتْ----إِنْ غَاْبَ مَنْ رَاْمَ الْهَوَىْ فَـتَضَرَّمَـاْ
وَجَـرَتْ بِـأَنْـسَـاْمِ الْـلِـقَــاْءِ كَـأَنَّـهَـاْ----مَاْءُ الْحَيَاْةِ لِمَنْ رَأَىْ عِشْقًـا سَـمَـاْ
فَـالْـحُـبُ قَـاْلُـوا كَـالْـغِـذَاْءِ لِـنَـاْشِئٍ----وَلَقَدْ عَلِمْتُ بِأَنْ يَكُـوْنَ الْـبَـلْـسَـمَـا
وَأَزَاْدُوا قَـوْلًا فِيْـهِ نَـبْضُ مَشَـاْعِـرٍ----تَجْتَـاْحُ قَـلْبَ الْمـرْءِ وَقْـتًـا مُعْـلَمَـاْ
فِـيْـهِ اشْتِيَـاْقُ الـرَّوْحِ قَـبْـلَ جَوَاْرِحٍ----فَـالـرَّوْحُ تَسْمُوْ بِـالْجُسُوْمِ لِتَسْلَمَـاْ
لِـنَرَاْهَـا كَالرَّوْضِ الْـمُـدَنَّى ثِـمَـاْرُهُ----يَتَنَـاْوَلُ الْـعُـشَّـاْقُ قَطْـفًـا مُـلْـهِـمَـاْ
نَـبْـعٌ يَـفُـوْقُ السَّـلْسَـبِيْـلَ وَلَـمْ يَـزَلْ----يَـرْوِي الْـمُحِبَ إِذَاْ تَـذَوَّقَ نُـعِّـمَـاْ
بُسْـتَـاْنُ زَهْـرٍ قَـدْ يَفِـيْضُ رَوَاْئِحًـا----يَتَنَسَّـمُ الْعُـشَّـاْقُ مِـنْـهُ الْـمُـقْـسَـمَـاْ
والْـلَـيْــلُ يَـحْـلُـوْ بِـالْـهُـيَــاْمِ كَـأنَّــهُ----مُـتَـزَيِّـنُ الْإسْـبَاْلِ حَتَّـى يَـعْـمُـمَـاْ
سَمَـرُ الْـمُـحِـبِّ لَـهُ بَـرِيْـقٌ صَاْعِـدٌ----وَلَطَاْلَمَـاْ أَزْجَـىْ سَحَـاْبًـا مُغْـيَـمَـاْ
أَمَّـا الـنَّـهَـاْرُ فَـكَـمْ تَـنَـاْغَـمَ ضَـوْؤُهُ----وَتَـأَلَّـقَـتْ شَـمْـسٌ تُـكَـوِّرُ أَنْـجُـمَـاْ
فَـالْـحُـبُ يَـمْـنَـحُ جَـنَّـةَ الـدُّنْـيَــاْ إِذَاْ----كَاْنَ الْمُحِبُ لِمَنْ يُـحِـبُ مُـسَـلِّـمَـاْ
غُـفْـرَاْنُ يَـأْتِـيْ مِـنْ خِـلَاْلِ مَـحَـبَّـةٍ----وَالصَّفْحُ يَغْشَىْ مَـنْ أَرَاْدَ تَـفَهُّـمَـاْ
فَـتَـرَىْ الْحَـيَـاْةَ تَـجَـمَّـلَـتْ بِعَـبِيْـرِهِ----وَتَغَشَّـتِ الْأَرْجاْءُ نَـبْـضًا مُهْـيَـمَـاْ
وَلَـطَـاْلَـمَـاْ يَسْعَى الْـمُـحِبُ بِعُـمْـرِهِ----حَـتَّـىْ يُــلَاْقِ بِـالْـغَــرَاْمِ مُـلَـقِّـمَــاْ
يَـتَـذَوَّقُ الْـخَـفَـقَــاْتِ عِـنْـدَ تَـقَــاْبُـلٍ----بِـالْحِـبِ قَـدْرًا حِيْنَ يَرْجُوْ تَكَلَّـمَـاْ
وَلَئِنْ تَبَاْعَـدَ عَـنْ ظِـلَاْلِـهِ لَـمْ يَـجِـدْ----غَـيْـرَ الْأَنِـيْـنِ بِـقَـلْـبِ زَاْدَ تَـأَلُّـمَـاْ
هَـْذَاْ هُـوَ الْـحُـبُّ الَّـذِيْ لَـمْ تَـعْـرِفِ----فَـإِذَاْ عَرِفْـتَ فَـكُـنْ بِـهِ مُـتَـرَنِّـمَـاْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق