الأحد، 3 أغسطس 2025

افتتاح مسرح حسين داوود شكرون في كفررمان


 




لا نوم بعد اليوم .

صرخة أطلقها الفنان حسين داوود شكرون عندما أيقظه تاريخ الخامس من شهر آب سنة ألف وتسعماية وتسع وخمسين وهو تاريخ مولده .

منطلقا من أحد أبيات قصيدة الشاعر عمر الخيام الذي يقول : هبوا املأوا كأس المنى قبل أن يملأ كأس العمر كف القدر .

فلم يبق من العمر الا القليل . خلص اليه الفنان شكرون .

طيلة حياته لم يشغل باله سوى تحقيق هذا الحلم … فلا نوم بعد اليوم .

مزق وسادته التي ساهمت بالكثير من القلق والكوابيس وكتب على قماشها( مسرح حسين داوود شكرون يرحب بضيوفه الكرام )

ثلاث شاحنات من ردم البيوت التي هدمتها آلة الحقد والموت والقتل والدمار تعمد استقدامها لتحقيق حلمه وراح ( بالمهدة ) التي تزن ضعف وزنه يفتت اجزائها ليكتشف ما بين حصاها أسرار السعادة والدفء التي كانت في حنايا تلك الاسر هذا ما أشارت إليه دمى الاطفال الممزقة المكسرة وفستان عروس تحول الى أشلاء ووجع وسماعة طبيب تسمعك نبضات قلب الحجارة الصماء

اقتطع شكرون جزءا من بيته ، البيت الذي اعاد ترميمه بعد حرب دامية واستعار مساحة من حديقته لتتسع له حرية الحركة

وبنى مسرحا في الهواء الطلق ليكون مساحة لكل كلمة تثقيفية ترفيهية فنية تعيد مجتمعه الى الاصالة والجذور المستمدة من المحبة والتعاون والعطاء .

فبنى مسرحا يتسع لثلاثماية كرسي عرضه قطر هذا الكوكب وعمقه يجوب المحيطات وفضاءه هذا المدى الواسع ليتسنى له نقل معاناة شعبه وناسه مباشرة الى السماء وليسمع النجوم صوت انين عذابات القهر ..

لم يكن مسرح حسين داوود شكرون هو الثاني من نوعه يقام في باحة منزل . بل هو الاول من نوعه في عالم المسرح العربي وقد يكون الثاني عالميا ، والله اعلم .

بعد سبعة اشهر من الكد والجهد والتعب كان خلالها شكرون يوقظ الشمس لتراقبه حتى مغيبها وهو يعمل في بناء مسرحه من تشكيل بالحجارة وزخرفة في الالوان وهندسة في الابعاد والقياسات ومن الرسوم مزركشة وديكورات منمقة حتى أنجز ما كان يصبو إليه .

جاء يوم الافتتاح واطلاق هذا المشروع الفني التثقيفي الابداعي الوحيد في الجنوب الذي يفتقر للمسرح وتحديدا في بلدته كفررمان التي نشأ وترعرع تحت ظل أشجارها وفي ازقتها العتيقة الضيقة .

فلم يكن من وزارة الثقافة الا ان مدت له يد الاحتضان والرعاية بالتعاون مع النقابة التي ينتمي اليها ويجلها نقابة ممثلي المسرح والسينما والاذاعة والتلفزيون 

الاول من شهر آب الفين وخمسة وعشرين وتحديدا الساعة السادسة والنصف عصرا كانت الشمس تستريح خلف أغصان الصنوبر التي تحيط بالمكان غص البهو بالحضور .

فلا يجمع الشعب اللبناني الا الفن .

من كافة المناطق اللبنانية من شمالها حتى جنوبها ومن بقاعها حتى بيروتها اتوا ليباركوا هذا الصرح الانساني الابداعي .

ممثلون ومخرجون وكتاب وصحافة واعلاميين وشعراء وادباء وملحنين اجتمعوا في رقعة واحدة من هذا الكوكب .

انشدوا النشيد الوطني فتلاه التصفيق ثم تلاه قص شريط الافتتاح وانطلق مكوك الفن نحو الفضاء الخارجي

 اول من صعد تلك الخشبة الاعلامية والفنانة راسيا سعادة واختتمت كلامها برسالة صوتية وجهها الفنان  الكبير صلاح تيزاني ( ابو سليم الطبل ) لصاحب هذا المشروع الفني حسين داوود شكرون وتوالت الكلمات من الاعلامي الاستاذ كامل جابر فند فيها تاريخ المسرحيين في منطقة النبطية ورئيس بلدية كفررمان الحاج عبدالله فرحات الذي أشاد بفكر شكرون والكاتب حسن ضاهر الذي شد على يده ونقيب الممثلين الاستاذ نعمة بدوي ممثلا نفسه وسعادة مدير عام وزارة الثقافة الدكتور علي الصمد الذي تعرض لحادث سير وهو في طريقه الى كفررمان حيث تناول المعاناة التي يمر فيها الفنان اللبناني والقانون المهني وتخلل الكلمات التي عبرت أيضا عن اعجابها بهذا الدفء الفني

فقرات فنية فلكلوريه لفرقة يللا للفنان علي بيطار وسكتش ( مونو درام ) للفنان القدير منير كسرواني واختتم المهرجان ب سكتش للفنانين حسين داوود شكرون والفنانة القديرة وفاء شرارة تكريما لها لتكون أول ممثلة تصعد خشبة مسرح حسين داوود شكرون وأنهى شكرون فقرته الفنية بكلمة أعرب فيها عن سعادته بإنشائه مشروعه هذا الذي سيحتظن المواهب كافة ومن جميع المجالات الفنية ويدعمها 

وليرسم السعادة على وجوه ابناء منطقته ويعود بها الى الاصالة والالفة





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

افتتاح مسرح حسين داوود شكرون في كفررمان

  لا نوم بعد اليوم . صرخة أطلقها الفنان حسين داوود شكرون عندما أيقظه تاريخ الخامس من شهر آب سنة ألف وتسعماية وتسع وخمسين وهو تاريخ مولده . م...